قصة الغزال المتكلم الممتعة للأطفال

الغزال المتكلم في قرية ريفية بعيدة، كان يعيش طفلٌ صغير مع والديه، كان اسمه عمر، وكان أشقر الشعر وأبيض الوجه وعيناه بنيّتا اللون. كان يذهب لمدرسته التي تقع داخل الغابة كل صباح.
وهي عبارة عن بيت صغير، وفيه غرفة كبيرة واحدة من الخشب، وهي الصف الوحيد الذي يدرس فيه التلاميذ ويتعلمون القراءة والكتابة والحساب.

قصة الغزال المتكلم
ذات يوم وأثناء عودة عمر من المدرسة، لمح غزالًا بعيدا يناديه بلغته ويقول له:
ساعدني يا عمر، فخاف عمر وركض باتجاه منزله، فهو يعلم أنّ للحيوانات لغة تخصها، ولا تعرف التحدّث بلُغة الإنسان.
وفي المساء اخبار والديه بما شاهده إلا أنّه خشي ألّا يقوما بتصديقه، ولم يخبر عمر أحدًا بما رآه، وأصبح يشكّ في نفسه إن كان رأى غزالًا حقًّا، وتحدّث إليه.
وكان أثناء ذهابه إلى المدرسة يفكّر بالغزال، وينظر يمينا وشمالا يحاول رؤية هل هو غزال فعلًا أو أنّه مجرد وهّم.
وكان شارد الذهن كثيرا، ولا ينتبه لآنسته، ويفكّر في الغزال ويعتقد أنّه سيلتقيه عند العودة للبيت.
بعد انتهاء الدوام في المدرسة عاد عمر إلى بيته، ووقف في نفس المكان الذي رأى فيه الغزال، ونظر في كل الاتجاهات، لكنّه لم يرَه،
وعندما أراد العود للبيت، سمعَ صوتًا يناديه: عمر، عمر، فالتفت وإذا بالغزال يقف بعيدًا، فلم يخَف عمر هذه المرة، بل أجابه.
شاهد: هوس الرسالة المنتظرة قصة قصيرة
شاهد: وعد قصة حب رومانسية فصيرة

ماذا تريد أيّها الغزال ؟
فاقترب منه الغزال وقال له: سَيّدي الذي ربّاني منذ كنت صغيرًا، يحتاج مساعدة وأنا لا أستطيع، هل تذهب معي إليه.
قال له عمر: وأين يسكن سيّدك ؟
فقال: إنّه يسكن وراء تلك التلة البعيدة، فنظر عمر وعرف المكان، وقال: انتظرني هنا فسأذهب للبيت وأضع كتبي ودفاتري ثم أعود إليك،
عاد عمر لبيته ووضع كتبه المدرسيّة، وأخبر والده بما رأى، فلم يصدّقه والده، لكنّ عمر قال لوالده إنّ الغزال بالانتظار، فخرج معه والده ليرى ذلك الغزال إن كان بحاجة المساعدة فعلًا.
وعندما وصلا إلى المكان لم يجدا الغزال، فلمّا لم يرَ والد عمر الغزال اعتقدَ أنّ عمرا قد شاهد ذلك في منامه، لكنّ حوافر الغزال على الأرض جعلته يشكّ في الأمر.
فقال عمر إنّ البيت يقع خلف الجبل، فذهبا لذلك البيت، وعندما وصلا وجدا بيتًا بسيطًا من الخشب بابه مفتوح، فوقف والد عمر على الباب ونادى،
فسمع صوتًا ضعيفًا من الداخل يقول له: تفضّل، فدخلا ووجدا رجلًا عجوزًا مستلقيًا على ظهره.
قال العجوز:
أهلًا بكما، أهلًا بالوالد الذي يحب أبنائه.
فقال والد عمر:
من أنت ؟ وماذا تفعل هنا ؟ وما هي قصة الغزال ؟
فقال العجوز:
أنا أعمل حطابا في هذه الجبال، وفي أحد الأيام وجدتُ غزال مستلقيًا على الثلج، فحملته إلى بيتي ودفّأته، وقمت بمداواته، وإذا به يتكلّم وأنّه جاء من بلاد تتحدث فيها الحيوانات لغة البشر.
وكان يساعدني في كل شيء، حتى مرضت ولم أعد أستطيع العمل، فأرسلته ليكلم عمر كي يساعدني، فقال له عمر: لا أستطيع مساعدتك دون اخبار والدي.
فقال والد عمر: سنأتي إليك كلّ يوم ونساعدك بما تريد بعد انتهاء دوام عمر في المدرسة.

العبرة يا أصدقائي الأطفال من هذه قصة الغزال المتكلم، هي أنّ على الولد ألّا يذهب إلى أي مكان غريب أو التحدّث مع الغرباء دونَ أن أخذ الإذْن من والديه، واصطحاب أحدهما معه.