ما هي صفات الحجاب الشرعي ؟

الحجاب الشرعي هو الستر والإخفاء والمنع، ومنه الحجاب أي الستار الذي تستتر به المرأة عن الأجانب من الرجال وتخفي زينتها بواسطته وتمنع به نظر الرائي من الجواز إلى مفاتنها.

فرض الحجاب الشرعي
الحجاب الشرعي مفروض في الإسلام دون خلاف، فالأدلة على وجوبه عديدة نذكر منها:
قوله تعالى في سورة الأحزاب الآية 59: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ صدق الله العظيم.
وقوله تعالى في سورة الآحزاب أيضاً الآية 53: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾ صدق الله العظيم.
ومنه يظهر وجوب احتجاب المرأة عن الرجال غير المحرمين عنها (الأب والأخ والإبن …) فذلك أطهر لقلوب الرجال والنساء.
صفات الحجاب الشرعي
- الستر: وهي الصفة التي لا بد منها لكي يؤدي وظيفته الأساسية، فمن الواجب أن يستر عموم البدن ولا يظهر منه شيئاً كما هو رأي أغلب العلماء.
- ثخين: أي غير شفاف، فلا يظهر ما تحته ولا يبينه ويبقيه مخفياً غير ظاهر لا جزئياً ولا كلياً.
- فضفاض: واسع لا يلتصق بالجسم فيصف ما تحته أو يظهره وكأنه مجرد تغيير للون الجلد كما يظهر في بعض الألبسة.
- بعيد عن التكلف: فلا يلفت النظر إلى صاحبته فيبتعد عن الغرض المرجو منه، فلا زركشة ولا ألوان صارخة أو أشكال غريبة تشد الانتباه وتستقطب الأعين.
الحجاب حول العالم
أمر الحجاب محط جدل في كثير من الدول، فمنها من تفرضه على رعاياها ولا تقبل بعدم وجوده كما نجد في إيران وأفغانستان
ومنها من تمنع ارتداءه وتقيد الالتزام به ضمن المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية، مثل فرنسا وتركيا سابقاً وتونس في فترة من الفترات (فترة بورقيبة وبن علي).
شاهد: ماهو حكم الوشم في الاسلام

الحجاب والإسلام
في الإسلام نجد العديد من الدلالات للالتزام بالحجاب وضرورة التمسك به لأنه يمثل:
العفة: ففي قوله تعالى في سورة الأحزاب الآية 59: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾، وفي ذلك إشارة إلى أن الحجاب يمنع الفاسقين من معرفة نساء المسلمين واحدة من الأخرى فلا يؤذونهن، وإن في مشاهدة محاسن المرأة أذى لها وفتنة.
التقوى: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الأعراف الآية 26: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ وذلك يدل على أن اللباس الذي يواري ويستر وهو الذي ذكره جل وعلا في البداية هو شيء لا بد منه والريش هو للدلالة على الكمال والتنعم، ولباس تقوى الله بفعل الأوامر والانتهاء عن النواهي هو خير لباس.
الطهارة: ويظهر من قوله سبحانه في سورة الأحزاب الآية 53: ﴿ …وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ …﴾ وهو يصف الحجاب بأنه طهارة للقلوب يبعد عنها الخبث والشهوات.
والالتزام به طاعة لله ورسوله وتركه عصيان وإثم وبُعد.
وجوب ارتداء الحجاب
يجب الحجاب على الفتاة المسلمة ما أن تبلغ سن التكليف أن تلتزم بارتداء الحجاب والملابس الفضفاضة أمام الرجال من غير المحرمين عنها (الأب والأخ و و ….)
الحجاب في الشرائع السماوية
نجد أن الحجاب ليس مقتصراً على الدين الإسلامي فقط، فهو موجود في أكثر من ديانة سماوية، ونذكر في هذا الصدد:
- الحجاب في الديانة اليهودية: إن الحجاب واجب عند اليهود ففي التلمود نجد صراحة أن “شعر المرأة عورة”، وأيضاً العديد من علماء اليهود قرروا أنه يجب على المرأة تغطية رأسها لأن ابتذالها باللباس فهي تقود الرجال إلى الرذيلة.
الحجاب في الديانة المسيحية: يوجد في المسيحية نصوص عديدة تتعلق بموضوع الحجاب ووجوب ارتدائه، فنجد في نص رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل كورونثوس “احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ” وهو يدل على بديهية ارتداء الحجاب واسنتكار تركه.

آراء مختلفة حول الحجاب الشرعي
نجد بعض الآراء التي تحاول تأويل الآيات القرآنية تأويلاً مختلفاً تنكر فيه الحجاب كما نعرفه وفيما يلي بعضها:
- الكاتب سيد القمني: يقول أن الحجاب هو تغطية الصدر ولا علاقة لتغطية الرأس به، فالأمر القرآني أتى (برأيه) لتغطية الجيب فتتميز بذلك المرأة الحرة عن غيرها فيبعدها ذلك عن التحرش والأذى، واستدل على ذلك بحادثة ضرب عمرو بن الخطاب الجارية التي كانت تخفي صدرها بخمار.
- أحمد صبحي منصور: يرى أيضاً أن الحجاب لتغطية الصدر فقط وإدناء الجلباب هو لتغطية الساقين وحسب.