ما الغاية من خلق الإنسان ؟

ما الغاية من خلق الإنسان ؟ هذا السؤال يدور في أذهان الكثير من الأشخاص، حيث خلق الله الإنسان من أجل عبادته سبحانه وتعالى، وكل ما في الكون خلقه الله من أجل عبادته وحده سبحانه وتعالى، لهذا سوف نتعرف معكم اليوم من خلال السطور القادمة عن ما الغاية من خلق الإنسان؟، وعن أهمية العبادة في حياة الانسان، فتابعونا.

ما الغاية من خلق الإنسان ؟
ما الغاية من خلق الإنسان؟ ان الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله عز وجل، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:
- (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، وما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).
وهذا الكون يدل على قدرته وعلمه سبحانه وتعالى، وكل ما في الكون يسبحه ويعبده.
وفي حال وقوع الإنسان في الخطأ أو المعصية، فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله، وقد تكون الذنوب سببا للرجوع إلى الله والإقبال عليه لأنها تدفع الإنسان لأن يطلب العفو من الله ويتذلل بين يديه.
حاجة الإنسان للعبادة
تعتبر للعبادة أهمية كبيرة كونها الغاية التي خلق الإنسان من أجلها، والتي أرسل الله سبحانه وتعالى من أجلها الرسل، قال الله تعالى:
- (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
وبها وصف الله الملائكة، فقال سبحانه وتعالى:
(وله في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون).
وكذلك وصف الله بها عباده المقربون، وبين من خلال الآيات القرآنية أن الإنسان هو المستفيد من عبادته لربه، وأن الله لا حاجة له بذلك، فهو الغني الذي يفرج الهم، ويكشف الغم، وبنفس الكرب، ويقضي الحاجات، ووعد سبحانه وتعالى عباده بالراحة والطمأنينة والسعادة فقال:
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
كما أن الدافع الأول الذي يدفع الناس للعبادة هو أن الله وحده هو المستحق للعبادة لا غيره، ثم إن نفع العبادة يعود على العبد بالخير.
ويتكون الإنسان من جسد وروح، ولكل منهما حاجته من أجل البقاء، كما ان الجسد بحاجة مستمرة إلى الطعام والشراب والملبس، والروح بحاجة إلى الغذاء، وغذاؤه هو القرب من الله عز وجل في كل أحوالها، وهذا القرب مبني على الإيمان والأعمال الصالحة المتمثلة بالعبادة، قال تعالى:
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
فإن حقق العبد عبوديته لربه فقد تحرر من العبودية لغيره، مما يشعره بالسكينة والطمأنينة وعزة النفس.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى الحياة الدنيا دار ابتلاء ليختبر إيمان المؤمن فيها، والتي تظهر من خلال عبادته لربه والالتزام بأوامره، قال تعالى:
- (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، وهذا يحقق صلاح الفرد الذي يمتد بدوره إلى صلاح المجتمعات.
ويرى الأصفهاني أن العبادة هي أساس الانسانية، فمن اعتنى بها فقد حقق إنسانيته، ومن رفضها فقد خرج من طور الانسانية، معتمدا في كلامه على قول الله تعالى:
- (أن هم إلا كالأنعام بل هم اضل سبيل).
وذلك لأن العبادة حاجة فطرية مثلها مثل ما يحتاجه الجسد من باقي الاحتياجات اللازمة له.
شاهد: من هم منكر ونكير ؟ وما سبب التسمية ؟
شاهد:العلماء المسلمين وأشهر اختراعتهم دليل شامل

الشمولية في مفهوم العبادة
تتمثل العبادة لله تعالى من خلال الإقرار بأنه واحد أحد لا شريك له، وليس كمثله شيء فهو الخالق الرزاق المدبر، ومن خلال تحقيق الغايات التي من أجلها خلق الله الإنسان وكرمه وفضله على غيره من المخلوقات.
فيقوم بواجب الخلافة في الأرض وعمارتها واستثمار خيراتها وثرواتها، والأخذ بالأسباب والتوكل على الله عز وجل، و العبادة بمفهومها تشمل الحياة بجميع جوانبها ولجميع المخلوقات.
كما لا تقتصر العبادة على ما يقوم به المسلم من الصلاة والصيام والحج وغيرها من الفروض، بل تشمل كل ما يقوم به الإنسان من الأعمال صغيرها وكبيرها أن احتسبها لله تعالى، وكل امتناع عما نهى الله عنه يعد من العبادة أيضا.
ثم إن جميع الأعمال الصالحة والأعمال الأخرى التي يقوم بها الإنسان في معيشته تتحول الى عبادات أن اخلص فاعلها نيته لله تعالى، وقام بها بإحسان واتقان، ومع الحرص أن لا تكون هذه الأعمال سببا لانشغال العبد عن القيام بما أوجبه الله عليه.
وعرف ابن تيمية رحمه الله العبادة بأنها كل ما يحبه الله تعالى، لذا فهي تشمل العبادات المحضة، أي التي جاءت النصوص الشرعية بتحديدها، وعدم جواز صرفها لغير الله تعالى، وكذلك العبادات غير المحضة، أي التي تتحول إلى عبادة بالنية، فهي أفعال وأقوال ليست عبادة في أصل مشروعيتها.

وفي نهاية هذا المقال نكون قد تحدثنا معكم اليوم عن ما الغاية من خلق الإنسان، وتعرفنا على حاجة الإنسان للعبادة، وذكرنا لكم الشمولية في مفهوم العبادة، ونتمنى أن ينال هذا المقال على اعجاب الجميع، دمتم في أمان الله.