قصص وروايات
رواية نبض قلب

نبض قلب
بقلم/ عليَّا أحمد
أتعلم ما هو الحُب؟
هو أن أكون وسط المئات ولا أرى إلا سواك، أن يكون هناك الكثير يفترض أن يشغل عقلي ولكن تكون أنت روءياه، هو أن يكون قلبي مليء بالهموم وبكلمة منك محياة، أتعلم ما هو أيضًا؟ أن أكون بعرض البحار غريقة ولا أجد سوى يداك للحياة، وبوسط دموعي ترهقني وتأتي يداك للنجاة، هو أن أكون على استعداد لإعطائك روحي وأنا أعلم أنك أنت النجاة.
عذاب الهوى
“أكان الهوى مُعذبي وقد حسبتهُ منفذي، بحثت عيني على الضوء فرأيتُ ضباب ينتظرني، تبعتهُ دون بصيرة فماذا أفعل بضعف قلبي، لومتَهُ على الحيرة فمال اللقى مليء قلبي، وجدته بين الضِباب يمُد يديه، فأمسكتُ بها خوف الإفلات، نظرت بعُمق العينين، ويالها من فِتنة، وقعت بغرامِ بحرِها، ولم أرِد إنقاذ مِنها، فلتطمئن له يا نبض قلبي، ففواءدي العاشق أبى التخلي عنه”.
المتاهة
كلعبة المتاهة أتجول، أبحث عن ما ينقصني، فأتمنى شئ يمُدَني بالقوة فأُحارِب، حتى لو بإشارة من طائر سماء يمُر من فوقي، فقط لو رياح تهُب تُخبرني بما حل،
ضوء شمس يُخبرني بما يحدث، ولكني مازلت أتنفس! بكثير من الحُفر وقعت، ولكن لم أستسلم يومًا، لم أطلق أنفاسي الأخيرة بعد، وعلى علم بأني أقتربت، ولكن خطواتي أخذت راحتها وبطئت ومن ثم وتوقفت، لأنني وجدتك ولم تكن ثوى سرابًا ،هل يجوز أن أفتقدك ؟….
وهل للمرء فقد شئ لم يكن يملكه من الأساس؟.
كحباتِ القهوة
“الليل مظلم حالك السواد، بقهوة داكنة كحال السماء، تناثرت حبوبِها برخامِ ناعم، بآلة طُحنت أصبحت كالرِمَاد، بالحرارة نُضجت ،فقدت بريقها باللمعان، كانت بطعم المُر، ومال التعود على المَرار، في وحدة ليل تُدفئني وقلبي بارِد الحال، أعطى القمر بريقًا لها، فلمع سوادها كالمُعتاد، ولكن يستمر المَرار بها، وكان هذا هو الحال، طابِعها يغلب البشر، فكانت لامعة وفقدت بريقها، خبأت مُرها عن الجميع، لتوهمهم بحلوِ المنظر، وأنتظرت من يَذُوقها، فليستحمل حالها، أو يتركها كمُرها.
الشمس تسألني
أستيقظ صباحًا كَكل يوم، نهضت لأفتح شباكي، لا بأس بالسماح لضوء الشمس أن يخترق عتمتِي، ولكني مُسرعةً ابتعدت، آلم ضوءُها عيناي، وكأنها تسألني لمَ تذكرتِني الآن؟ أغلبَ ظُلمة الليل ضوئي، ووحدتهُ تُشعركِ بالأمان، أكُنتِ على خُطاه تبكين أم فَعل لكِ من التخيُل حياة؟ أم رقص لكِ بلحن يروق لك وجعل لكِ من الحياة أفنان؟.
لِمَ رجعتِ لي الآن؟ هل رجعتِ لأداوي ظُلمته؟ أم تتمتعين بي وقت الصباح؟ وَددت لو تشعُرين بوحدتي من دونك، لو تعرفين كم من الوقت انتظرتك لتطلين عليّ، ظننت أنكِ نسيتِني، ولكن لا بأس، انظُري لي، أنا أشرق دائمًا، في جميع أحوالي تجديني مُبتسمة، مهما مَر حُزن الليل أشرق لأعطي أمل جديد، أنا في الصباح نورك، والقمر في الليل مؤنسك، توقفت ونظرت لها هل هذا ما كانت تخبئة عني الحياة، صرخت غير قادرة على الصمت… أنا لا أُريد شفقة من الزمان… أنا فقط أُريد أن أشعُر بالأمان.
لعُمر لحظة وكل لحظة ضهر.
كانت تمشي وسط الزهور وكأنها منهم، وتفكر بما ألت إليه الأمور، من بين تشتيت للذهن و وجع قلب وفطور، تسأل نفسها لما هي مستمرة، أتعودت على العذاب أم لم ينتهي منها بعد، لمحت رجل كبير السن يجلس أمام الزهور الجورية، نظرت له ولإبتسامتة فابتسمت، لمحها وأشار لها بالتقرب، سألها ما يحزنكِ فتاتِ؟
الفتاة: أبتسمت وقالت لو أخبرتك ستعتبرني مبتذلة.
الرجل: أخبريني ونقرر بعد ذلك.
شاهد:رواية للعشق أسياد
الفتاة: هل تريد أن تسمع لقلب مليء بالهموم، ذاق مُر الأيام، يتحسر على ما فات، وخائف مما سيأتي، لا أشعر بصِغر سني، أشعر بأن الحزن أثقل ظهري، ولا أحد يحمل هم مثلي.
الرجل: لن أقول صغيرة عن الحزن، فكل منا يحمِل الهموم، سواء صغير أو كبير كل مرحلة تَمر ولها أثرها، ولكن هي نصيحة، تعاملي معهُ كشيء صغير لا تريه أحزني ساعة وأفرحي ثلاثون، لا العُمر باقي ولا النية، وكلما تقدمتي في العُمر ستعلمين أن حزن اليوم لا يأتي بذرة في حُزن الغد، ستتذكري حزن البارحة وتضحكين، وكم كنتِ طفلة في ذات الوقت، ستتمني من الزمن لو يرجع، فتستغلي لحظة الحُزن بفرح، أبقي سعيدة مهما بلغ الضهر، فالعُمر لحظة، وكل لحظة ضهر.
العُمر لحظة وكل لحظة ضهر، هذا ما أريد توصيلة، إن لم أستغل لحظة عمري الأن فمتى؟
إن لم أكن سعيدة الأن فمتى؟
لعل السعادة تبقى وأترنح بها، وياليت لم أقل ليت من قبل.
زخات المطر تضرب الزجاج، ترقص علىٰ موسيقاها بإبتسامة، تضع يدها علىٰ كتفيه وبالخسِر يضع يداه، تتمايل بلحنِ من النغم، ويُديرها بشوقِ من زمن، تراجعت رجليها خطوة للخلف ليتقدم هو، تقدمت بالأخرىٰ ليتراجع هو، أتعلمين شئ؟ سألها بصوتِ خافت، ماذا؟ أستفهمت.
منه بتقطيب حاجبيها ولم تزول الإبتسامة من شفتيها وعينيها، أجابها “علاقتنا كخطواتنا، كلما تقدمت تبتعدين، وكلما أبتعدت تقتربين، ومال المُحبِ لا يحبُ الأفتراق مقدار خطوة لا يُطاق، فأنتِ بداخل أضلَّعي سكنتي الفؤاد، وأخذتي روحي فذنبك لا يُعاب، وكلما مشيتُ خطوه أجِد دربي إليكِ يا روح الفؤاد، وعندما تقبلتيني وجدت روحي تُحلق في السماء، فهل لي بشرف ذيادة حُبكِ فكما علِمت أن قلب العاشق لا يُعاب “.
أترىٰ لمعت عيناي؟ أترىٰ خفقان قلبي؟ أتعلم أن كل حرفٍ كُنت تقصه علىّ مازال بقلبي؟ أأحببتني يا نور دربي؟ هل لك أن تُطمئنني يا كُل قلبي؟ هل لكَ أن تُخبرني بما في ذهنك؟ وهل لي أن أعينك في فوضىٰ عقلك؟ أتقبل بحبي لك؟ هل تقبل؟ هل تراني حتىٰ؟ أترىٰ دمعي؟ أتعلم أنني رأيتكَ أمانًا وسندًا وعمرًا وضهرًا؟.
لم يكن من نصيبي الألم أثناء حُبك، رأيتني طفلتك، ورأيتك صغيري، كُنت كملاكٍ أنقذني من حفرةِ وقعت بِها، تشبثت بطرِف طيفك وتمسكت به، لا أريد الفراق، أنا معك أينما كُنت في أي وقت، أنا أسمع دقات قلبي، هل تعرف ماذا يعني ذلك؟
أنك لا زلت بخير!