قصص وروايات
كتاب زهرة جلجامش – خواطر مجمعة للكاتبة هاجر حلمي

زهرة جلجامش
هاجر حلمي
خواطر
خذلانك
بعد مرور العام السادس علي خذلانك مازلت أحتفظ بطعناتك وآلامها بين ثنايا قلبي، مازلت أحبار طعناتك حادة تجرح قلبي كلمها هاجت عليه الذكريات، مازالت أناملي الرقيقه تتذكر لمساتك الجريئة، مازال القلب يتألم وجلد الذات يتجدد، مازالت بنات أفكاري توئد بذكراك، بعد العام السادس ولم أتعافي بعد، ليس الحنين، لم تعد حبيب،
لكن الخذلان؛ألم دفين أما التادوي، إما الثأر، العام السادس ومازلت أتارجح بين التشبث والتخلي ولا أدرك أحداهما، مازالت تأتيني الصفعات منك عدة، العام السادس ومازلت تردد ” حبيبتي أشتقت إليكِ ” ولكن في العامي السادس لم تعد تطربني،
لم تراقص قلبي، لم أنتظرها، خلىٰ قلبي من شغافها، أنا هنا في عامي السادس من التعافي وإن لم يكن كليا ولكن كان بعمق عيناك …عيناك ذائب العسل فيهما، أراني فيها وكأن العالم قد خلي الإ مني،
تأثرني شفافيتها، بريق اللهفه يأثرني، لم أعهدك عاشقًا، لم أعهدك مجنونًا لأكن أنا ليلى، لم أعهدك عنتر لأكن لك عبله، لم أعهدك فارس لأكن أنا مهرتك، لم أعهدك مغوارًا لأكن حربك ، نصرك، حتي هزيمتك، اعتادتك صالبًا، صامتًا، بعيدًا، ألم تكن خصالك! تخليت عنك فتخليت عنها وعدتُ ولكن هيهات فالقلب جفا والهجر أصبح مسكنه .
كالبتر
أثرهم بقلبي كالبتر لم يكن الأمر خذلان، أنما جُرحٌ تملك أنسان، هشهش عزيمته، دغدغ كرامته، علتي أنت والعلة مني وفيني، يدمي قلبي، وقلبك صلدًا لا يلين، أحرق للوصال سبلاً،
وبالهجران يهجوني، لم تربط أنامله بوهن، وبالقسوة يدعوني، فمال الطبيب بالدواء يداويني، أن كنت انت دائي ولا تداويني، بالحب تقسو،تدعوا وتهجر، فمبال الكره اذ كنت بالحب تهجرني،
بالحب يدعوني؛ ويداه بالخنجر تأتيني، أنين عبراتي تُدمعه وبالصّابُ يداويني، ألن ترق لحالي وبالحنان تدعوني ؟ كفي؛ فقد جعلتني كمن مشوا بآذان النعام المُصلّمِ.
“آلام قلبي”
أيا قاسيَ القلبِ فولاذي المشاعر لمَ الحنين؟ تملكتَ الفؤادَ وأصبحَ مسكنكَ، عَشقكَ القلبُ والعشقُ عِلته، سمي أنتَ ومُخلِّدٌ آلامي، منكَ الألمُ وفيكَ الأمل، لمَ اللين؟ ألمْ تَكُنْ فظًا غليظَ القلب؟ ألمْ يُفتَّك فؤادي على براثنِ ثغرك؟
ألمْ يَحبُ قلبي بالقيحِ مُرتجفًا، ويداكَ بالسمومِ تداويني؟ انفطرَ القلبُ على أعتابِ بابكَ هاويًا واتخذَ الخذلانَ إليّ سبيلًا، ولم تُزيدكَ عَبراتي إلَّا غرورًا، لمَ الحنين؟ تَهواني، تَهواني وتَهوىٰ بدوني، ومالي في هواكَ إلَّا الهوىٰ؟ كالكُبرىٰ أنتَ تَلدغُني وتَدَّعي أنكَ بالترياقِ تُداويني.
يتيم الفقد
أناملي الصغيرة تتشبث بأشواك يداك الحانية في دفء وأمان، تختبئ بين ثنايا الشوك في غفوة عن الدنيا وحِدَّة خناجرها، أشواك يداك الحانية يا أبي تذيب الحجر وتُلين الفولاذ، تُبهج عالمي بالألوان، تحمي رباط فؤادي وفؤاد زهرتنا الحانية وصغيرتنا السامية، أعدك يا أبي أن أروي زهرتنا الحانية طيلة عمري فهي أمي الغالية
وأن أقيم صغيرتنا السامية، عزيز قلبي أتعلم منك كل شئ؛ تحن فأحن، تلين فألين، تشتد فأستقيم ويستقيم العقد بيننا فهلا أخبرتني الآن كيف أستقيم؟ كيف لا أهوىٰ بين الضياع والتشتت؟ كيف لا أقسو؟ كيف لا يضطرب خاطري؟ كيف أكون ثابت الخطوات وقدماي تتعثر في الذكريات وقلبي يحترق في الحرمان والفقدان؟ أفتقدك أبي… فقد أصبحت يتيم الفقد.
حبيبة الفؤاد
يا صغيرتي الحبيبة بكل الحب أرويكي، يا ملاكي دعيني أسرد لكِ بوهج لهيب فؤادي، فؤادي يخفق، يداي ترتجف، عيناي دامعة والقشعريرة تملكتني منذ أوَّلُ لمسةٍ ليداكِ الناعمتان الصغيرتان، منذ أول ضمة لكِ على صدري
منذ أن سكن عبقك فؤادي وعزف على أوتاره ألحان الحب والحنين، يا نبض فؤادي أُنبتُك بين أضلُعي بالحب، الحنان والحزم، أرويكي حتى أصبحتي كزهر عصفور الجنة يا جنتي، ترعرعتِ تحت أعيني وأهدابي تحميكِ؛ أمانكِ أنا في الصغر والصبا؛
ليتكِ تأمني شيبي، الآن يا صغيرتي وكأول لقاءٍ بيننا تأسرينني، تملكينني، تذيبين عقلي بطلَّتك البيضاء في زهوٍ كالأقحوان؛ ولكن غصةٌ مريرةٌ تتملك فؤادي، من اليوم سيخلو بيتي من عبقك
ستبخل عليَّ الدنيا بضمك، اليوم مشاكستي الصغيرة لا ترىٰ نفسها صغيرة؛ حتمًا لا ترىٰ بأعيُني، يا بضع مني غبتِ وغاب الونس يا مؤنستي، يتلاعب بي الحنين حتي أنني أرىٰ طيفك هنا وهناك، أراكي تشاكسيني، تلاطفيني، تطمئنيني، ولكن السراب يصفعني كل مرة والخذلان يكويني
“أنعود؟”
أنعود؟ يترددُّ صدى همسه، ورجفة قلبه، دقاته المتتالية أشعرُ بها، أحفظُها عَنْ ظهرِ قلبٍ، عيناه تفيضُ حنينًا، الاشتياقُ والحنينُ يتلاعبانِ بأوتارهِ فتأتيني ألحانهُ مرتجفةً،… أنعود؟… ألحانهُ المضطربة تتردَّدُ بداخلي ” أغالبُ فيكَ الشوقَ والشوقَ أغلبُ، وأعجبُ من ذا الهجرِ والوصلُ أعجبُ…”، يقطعُ اضطرابَ خاطري ويجولُ بمسمعي هدوءُ قلبه وحنينه..
“حياتي و مَوتي في يديكَ وإنني أموتُ وأحيا حينَ ترضىٰ وتغضبُ”، ينتشي قلبي، تائهٌ قلبي بينَ ألحانهِ الحانية وحنينِ فؤادي، يأسرُني مِنْ أحلامي ببسمةٍ ناعمة، …أنعود؟… يتملكني قلبي ويطمئنه، وهلْ افترقنا؛ لنعود؟
! إني منكَ وفيكَ وبكَ أكتمل يأتيني همسة لأفوق من غفوتي؛ ها أنا يا عزيزتي أعودُ لصفاءِ عينيكِ، ونقاءِ قلبكِ، ها أنا عائدٌ بعدَ أنْ أنهيتُ طوافي وأنا مدركٌ أنْ لا عوضَ عنكِ، لا بديلَ لكِ، ولا هُناك براحًا يسعُني غيرَ قلبكِ،
مرهقةٌ عيناي من البكاء، مُزِّقَت قدمي من العثراتِ، ذابَ جليدُ فؤادي، أدركتُ أنكِ السكن والمسكن، أدركتُ أنكِ الدواء وبُعدكِ هو الداء، هلا نعود حبيبتي؟ يتمزق قلبي من الحنين ولكن؛ عزيزي ها أنتَ وقَدْ ضاقتْ بكَ الدنيا وتنتظرُ أنْ يتسعَ لكَ قلبي، هلا عزيزي فقد أفنيتُ قلبي في حُبكَ فانتهى وقتُ الفراقِ ما لكَ متسعٌ، ما لكَ قلبٌ، هُنا قالبٌ بِلا قلبٍ،
هُنا قالبٌ تهافتتْ عليه الأحزان، فقدَ رونقَ الأيامِ، هُنا قالبٌ تصدعتْ جوانبه حين أسقطته من بينَ يديكَ، عَنْ سفحِ الجبلِ فهوى بباطنِ الأرض، يكوي جوانبَه لهيبُ البراكينِ وتداويه تعيدُ تكوينه وتتركه فظًا غليظًا، ها أنا صنيعةُ يديكَ،
ترىٰ يا عزيزي قَدْ ملكَ حُبكَ كُل إنشٍ بقلبي وقالبي، توجتُكَ بقلبي ملكًا، أهديتكَ قلبي، وأحرفي، وروحي وها أنا أُنعِي نفسي فيكَ كُل يومٍ منذُ فراقكَ، اليوم ها أنتَ هنا وأنا أنعيكَ بملكي الجميل الذي تُيمتُ في حبه وأُهنئكَ بقدركَ الجديد الذي لا يروقُ لقلبي أن يتسع مثله.
شاهد:قصة الغزال المتكلم
لعبة الحياة
تعبث معنا الحياة كثيرًا، تأثرنا داخل قيود شفافه كبيرةُ، نشقي كثيرًا لنحطم قيودنا، وما ان حطمناها نهوىٰ في الما وراءيات، بعض الحقائق لا تُكشف، بعض الحقائق بزوخها طمث للشغف، للامل، للحياة، بعض القيود تكون الحافة التي تربطنا بالحياه وما ان كسرت سقطت ارواحنا إلي الهاوية.
“حب أخوات”
هلَّا خَبئتُكِ بينَ أضلعي فلا يراكِ حبيب أو غريب؟ هلَّا سَكنتْ أناملكِ براحَ يدي؟ إني غارقٌ في عيناكِ، بسمتكِ، ألحانِ ثغركِ، إني عاشقٌ لحزنكِ، انطفاؤكِ، ثرثرتُكِ، سكونكِ، ويُذيبني خجلكِ، عفويتكِ، عبقكِ، تألقكِ، إني مخموٌر بكِ ،
أصابني الوله، حبيبتي انعقد القلبُ والعقلُ على بابِ داركِ قائمينَ، فهلَّا تَحنِّينَ؟ رفيقةُ دربي، حبيبة قلبي ومؤنستي، مَلكتِ القلبَ وأسرتِ العقلَ، حبيبتي دَعيني أٌخبركِ عن حبي في كلماتٍ يُسمَع أنينها من الهُيام،
اِبحثِ بينَ السطورِ ستجدينَ همسي يبني جسرًا نحوَ قلبكِ، أنتِ صديقةٌ ربما كما تظنين أختًا ربما أمًّا لكن حتمًا حبيبة، أحُبكِ، أغارُ وربُ قلبي أغارُ ويحترقُ قلبي، تائهٌ عقلي بخمرِ حبك ولا يفيقُ بل ذهبَ معكِ، معكِ تختلفُ ألوانُ الدنيا،
يَعزُّ على قلبي حزنكِ، انطفاؤكِ، عيناكِ التائهتين، سكونُ ألحانك بغمدِ ثغركِ، أشاكسكِ، أغازلكِ؛ لأرى شغافَ قلبكِ ذائبًا في وجنتاكِ من الخجل وتأتيني نبراتكِ كالخناجر تقتلُ قلبي عشقًا، أذوبُ عشقًا في حُمرتكِ وبسمتكِ حتى تنهيداتكِ تذيبُ قلبي حبًا، إني غارقٌ بكِ، مُتملكٌ لكِ، أسيرُ تفاصيلكِ، أنتِ صديقتي، أختي،
أمي، حبيبتي، عالمي الجميل، مداري أنتِ، فهلَّا تقبلينَ أنْ تكوني داري؟ أمامَ عيناكِ ينعقدُ لساني وتوأدُ بناتُ ثغري ولا أقوىٰ على المصارحة،
حبيبتي ينفطرُ فؤادي ويُصمُّ مسمعي بعد تفوهكِ “حب أخوات”، يُدمَى فتاتُ قلبي المُبعثَر بينَ الذكرياتِ ويبثُّ لكِ حاله بأحرفٍ من دمائه المتألمة، فقدْ رأيتُكِ كُلَ العالمِ ولا ترينَ من عالمي سوىٰ رجلٍ صدقَ الوعدَ فصارَ صديقًا .
“سَيشتاقُون رُغم البُعد”
خجلٌ، توترٌ، فرحةٌ ،حديثٌ لا ينتهي، حبٌ، عناقٌ رُغم البُعد، خوفٌ يتبعه بُعد، وما بعد البُعد! بكاءٌ، أنينٌ، حنينٌ، غصةٌ في القلب وألمُ دفين، عليلةٌ وعلتي أنت فيني وأُنعيك بالبعد، إن كان طريقنا مليء بالعثرات فلقلبي عدة ثغراتٍ، عيناك،
ترانيمك، ألحان أنينك، قهقهتك تذيب قلبي، وما قلبي إلا فتات، زاد الحنين ذاب الوتين، ألا يروق لك قلبي، عيناي، حبي؟ أم منعقدٌ أنت بقلبي، غارق بعيناي، تائهٌ في حبي؟ أقبلتَ هوان قلبك بقلبي؟ أتفنى بحبي يا عزيزي؟ أتفنى ولا تتفانى
! تركتَ قلبكَ لأمواج حبي الثائرة، أردتَّ الغرق والغوص في خباياي، أردتَّ هدوء وضحالة أعماقي،
اصطياد أسماكي والتلذذ بنعومتها، استرقت بعض محاري، غزلت قميصك من لآلئي، أردتَّ موجي الثائر لكنك لم تتحمل رياحي العاتية المتقلبة، فغرقت بشجون قلبي أسيرًا، نالت الأبابة منك منالها ،
غريبٌ والوطن بين يديك، مُهاجرٌ وأنت أسير شجوني، ذائبٌ وأنت صلبٌ لا تلين، الحنين يتلاعب بأوتار قلبك، أسمع ألحان قلبك مضطربة، أعرف أنك تشتاق رغم البُعد.
أسيرة جنوني
موج الهائج لا يهدأ وعناق أبدي لا يُختم لا أنا بدونك أتحمل ولا أنتِ بدوني تتجملِ، لا زوال اليوم غاليتي؛ فسأجعل منكِ شروقً لا يغروب، فأنا المجذوب بضيك، أنا المتقصي لدفئك، يأسرني عبقك يا زهره تتأرجح بين الشطئان، يحرقني وجودك وغيابك يا أجمل ما خلق الرحمن، يتصلب قلبي في غيابك وتفوز عليه الأحزان،
تغمره اوجاع الهجران، ينسدل ظلام الليل متحفذًا وبريق طيفك يغروب متبخترًا، و وجودك نارًا حارقة يا أجمل غوة عبر الزمان، لا غياب اليوم حتى نزهر فاليوم يوم النشوة والادمان، دعيني أغفو حبيبتي وأنسى وقت الهجران،
في حبك غارقًا، تائهً، عاشقً ولهان، لا هروب اليوم ولا غروب فأنا المجذوب، ولن يخلو يومي من طلتك يا بهيةٌ في حضورك وغيبتك. لن تخطي خطوة تؤلمني فلا مجال اليوم للهجران، فأنا المجذوب أطيعيني وتناغمي مع ترانيم جنوني،
ذوبي بين احضاني وسأسقيقي شهد جنوني، دعيني أحترق لأجلك دعيني أريكي حبي وجنوني، ساأسرك بين أحضاني، ثوري، انفعلي، أعترضي على ترانيم جنوني ولكن خارج قلبي لن تكوني ،
ساجمع شذاياكي والملم وأسقيقي حبي وجنوني وألصقكي بدماء قلبي وأموت أموت وتكوني،
أميرة قلبي وغاليتي لا غروب من اليوم فأنتِ أسيرة جنوني.
أُحِبُّكَ
أُحِبُّكَ والأمر أعمق من حبٍ، عشقٍ، ولهٍ أو هذَيانٍ، أحبك حبًا حُرًا مفقودًا من جَعبة الزمان، أُحِبُّكَ والحبُّ كلمة تُسكرني وتُصيب قلبي الهزيان، أُحِبُّكَ يا رجلًا يَقلُبُ تاريخي ينسيني الحاضر والآت، يا رجلًا يسكن وريدي وتمَلَّك عشقه الفؤاد، أُحِبُّكَ بكلِّ كلِّي والكلُّ بالحب نافرًا، ثائرًا وما للثائر سوى ضمةٍ وبعضُ القُبلاتِ،
بالحب أغفو بين راحة يداك هائمةً، وعطرك بأوتار قلبي متلاعبًا، كفاك يا رجلًا عَزفٌ على أوتار قلبي متراقصًا، كفاك تلاعُبًا في قلبي وتلذُّذًا بأنيني وآهاتي، كفاك غيابًا، عتابًا، عقابًا،
إن كان القربُ نِعمةً فدعني أخبرك أن قُربَك عذاب، تقترب بهمسٍ يأسرني يُنسيني الماضي والحاضر ينشلني من ذاتي ومن كل الغيمات يزرعني بين الطيات لأخبئ وجهي في عبقك وأذوب أذوب على صدرك،
كفاك يا رجلًا عبَثًا فلا تُثير جنوني، ويداك تتراقص عبثًا باللمسات ، تجعلني كالموجِ الهائجِ لا يهدأ، تجعلني كالبحر الثائر يجود يجود بزبدٍ لا ينضب، حبيبي كفاك عبثًا بي؛ فقهقهتُك تغرقني تأسرني ولا تلملمني، إن كانت بسمتك تقتلني فما لي بلمستك؟ أتَسحَرُنِي أم تُذِيبُنِي؟
حبيبي ابتسم فالبسمةُ تقتلني وأنا قتيلةُ هواك
ابتسم فالبسمة تقتلني وأنا قتيلةُ هواك
“عزتي”
لا تبتاع لي الكبرياء؛ فهنا الكثير والكثير ولا تختبر صبري فهذا إرثي من أيوب، فأنا من غزلت قميصك من لآلئ ثغري، وأنا من سكنت قلبي توارى سوءاتك، أنا من أثرت بركانك الخامد، وفجرت من صخور قلبك أنهارًا، أنا من أشعلت بك حريقًا ثم جعلتك زمهريرًا ثم أحرقتك من جديد
أنا النار التي تجري بعروقك وتجعلك ثائرًا نافرًا، أنا الغانية السامية، الأبية، أتظن الحنين يقتلني؟ أتظن الشوق يأسرني؟ أتظن في بريق عيناي حبًا؟ أتظن شجون ترانيمي شوقًا؟ أتظن صمتي اضطراب خاطري؟ أتظن غيابي آسر؟
ورب قلبي ما جال بظنونك إلا ندفة من شجوني وحنيني، قلبي يتفانى شوقًا، تحرقني نار الغياب يتآكل قلبي، برى جسدي، تقودني للمنايا ويا للمنى، عساني إذا منيت رضيتُ، هذا قلبي
وما يحمله فورب قلبي الذي أصدقت به ما في حشاشتي لما تركت قلبي للحكم لوهلةٍ وما تركت حنيني يأكل غضبي، ناري، ثورتي،
هجرانك والله ما تركت حنيني يفني كبريائي ولو أبكاني الشوق مرارًا ولو أتيت نادمًا مرارًا ولو قتلك الحنين، يكفى أنين، فيعز عليَّ آلام قلبي، فعزيز النفس يأكله الحنين ولا يكسر نفسه مرتين.
“حنين”
سَلامٌ عَلى روحٍ سَكنتْ يُمناكَ وَهجرتنِي.
عِناقٌ، تَشابكٌ وتَرابطٌ، إنَّها فَقطْ بِضعٌ مِنِّي أَتركُها بَينَ رَاحةِ يَديكَ، غارقةٌ بَينَ ثَنايا يَديكَ فِي لَهفٍ، بِالحُب قَاربتُ وَللأَمانِ رَغبتُ، طيف روحك يحاوطني وإني بحضرةِ طيفك ساميةٌ،
عَيناكَ وِجهتِي المُقدسةُ، وَيَداكَ غِمدي وَمَنبعُ فِتنتِي، إِنْ كَانتْ عَيناكَ مُحرماتٌ كَالخَمرِ تُسكرنِي فَإنَّ يَديكِ كَالجمرِ تُصهرُنِي، تُشعلُنِي، وَلَا تُطفئنِي، رِفقًا فَأنَا رَكيكةٌ بَينَ يَديكَ، مَذبوحةٌ فِي فِراقِكَ، أَسيرةٌ لأشواقِكَ، قَتيلةٌ لِهَواكَ، عَيناكَ تَملكُنِي.
وَتَمرُّ يَداكَ مُهلِكةً، تَعبثُ بِأَوتارِ قَلبِي عَازفةً أَلحانًا مُبهِجةً تَمرُّ عَليَّ فَتُطربنِي وَتُذيبُ مُرَّ الأَيامِ، إِنِّي عَمدتُ لِلوصالِ سُبلًا، إِنِّي اِقترفتُكَ عَامدةً مُتعمدةً، فَإنْ كُنتَ فِي الزِّحامِ غافلًا، فَتَاللهِ قَلبِي لِعينيكَ حَارسٌ، وإنَّ قَلبِي بِحُبِّكَ ذَائبٌ، وَكَأنَّ ذَاك الصَّغيرُ خُلِقَ؛ لِيُدغدغَ مُرَّ أَيامِكَ.