رواية خير – اسكريبت – بقلم – عبد الرحمن عامر

قصة حوارية ” خير “
( اسكريبت )
بقلم/ عبد الرحمن عامر
للنشر على الموقع والتواصل معنا
للتواصل معنا على الصفحة”البيدج” الخاصة بالموقع على فيسبوك
قراءة القصة الحوارية (الاسكريبت)
قال بصوته العجوز الذي يجعلك تبتسم لمجرد سماعه:
-هنسهر الليلة يا حلوة؟
فردت هي الاخرى بنفس الصوت الحنون الذي يجعل قلبك يتحولل لقلب طفل في الثالثة من عمره:
هنسهر الليلة يا حلو
~~~~
١٣٩ عام ، هي مجموع من يعيش في هذه الشقة التي لم يتغير من يسكنها منذ ٤٠ عاما تقريبا، تغير بعض الاثاث والبعض الاخر مازال كما هو، اما الارواح فمازالت كما هي بنقائها.
فهي مازالت -بعينه- اجمل الجميلات ، مازال مفتون بها كما كان عندما كان بالثامنة عشر من عمره ، لم يمل منها ابدا ، عقله لا يُفكر الا بها ، كيف يسعدها؟ كيف يريحها؟ ما الذي تحبه؟ أمازالت تحبني؟ ولو لا كيف لي ان اجعلها نقع بحبي؟
كل تلك الاسئلة كانت تأتي بباله دائما ، فهو لا يتعبه الا هى ،ولا يسعدها الا هو ايضا.
في الثانية ظهرًا ، كان كلاهما بالمطبخ يُعدان الغداء معًا كما تعودا منذ بداية زواجهما ، كانا يتبادلان الحديث ويضحكها ويضحك هو على اثر ضحكتها الجميلة، ثم قال بصوته العجوز الذي يجعلك تبتسم لمجرد سماعه:
-هنسهر الليلة يا حلوة؟
فردت هي الاخرى بنفس الصوت الحنون الذي يجعل قلبك يتحول لقلب طفل في الثالثة من عمره:
-هنسهر الليلة يا حلو وهعملك مفاجأة
وغمزت بعينها اليُمنى لتُرسم على وجهه ابتسامته.
اكملا يومهما في سعادة كما هو المعتاد عند اصحاب هذا البيت .. اعدا الغداء ، وفي تمام الساعة ٤:٣٠ عصرًا كانا يتناولاه في ضحك متواصل ، لقد هرما من الحياة وما فيها، لقد هرم هذا العجوز كي يعيش لتلك اللحظة وتكون هى معه ..
في العاشرة مساءًا كان موعد حفل الست ام كلثوم ، وكعادتهما جلسا سويًا يستمعان لها .. منذ اول يوم بحياتهما سويًا والزوج محظوظ جدًا بها ، تقريبًا كل ما يُريده يحدث ، فقد صدق عندما اسماها ” خير ” فهى حقًا خيرٌ له.
” بعيد عنك ” تلك هي اغنية السهرة مع الست.
عندما بدأت الست في كلمات اغنيتها بدأ الزوج يُعيديه معها بصوته الحنون وهو يتغزل في خيره ..
” نسيت النوم وأحلامه
نسيت لياليه وأيامه
نسيت النوم وأحلامه
نسيت لياليه وأيامه
نسيت النوم وأحلامه
نسيت لياليه وأيامه “
كانت ابتسامتها – التي مازالت تخطف عقله قبل قلبه – من الاذن للاذن ، وهذا كل ما يريده ، يريدها سعيدة دائمًا مهما كانت حالتها، منذ اول يوم عرفها به وهو يدعو الله بأن يديمها ابتسامتها الجميلة تلك.
ثم اكملت هى بعض كلمات الاغنية ..
“بعيد عنك حياتي عذاب
ما تبعدنيش بعيد عنك
ما ليش غير الدموع أحباب
معاها بعيش بعيد عنك “
ضمها لحضنه للمرة المائة بعد الالف ، ثم قال:
-فين المفاجأة بقا يا عيوني؟
-تدفع كام؟
-عمري كله
-خلصانة ، اتثبت
شاهد:قصة المخلوق العجيب
ضحك كلاهما لتذكرهم كل مرة قِيلت تلك الجملة من أحدهم .. تحركت خير واحضرت صندوق من جانب الاريكة ، وقبل ان يُفتح الصندوق كان كلاهما يعلم ما بداخله.
فتحت خير الصندوق وكان مقسوم لنصفين ، كلا النصفين به جوابات ورقية ..
-جاهزة نفتح اول رسالة؟
-ليه اول رسالة بس؟
-عشان بعدها قلبي هيكون طاير زي ما هو طاير من يوم ” ١/٨/٢٠٣٠ “
ابتسمت بإستحياء ثم نظرت للارض ، فقد صدق عندما وعدها بأن في هذا اليوم ستكون بأحضانه وستكون له وحده .. رفعت رأسها وقالت:
-جاهزة
قالتها بنفس الابتسامة ومدت يدها وامسكت بالجواب المكتوب عليه
” الرسالة الاولي .. ٩/٨/٢٠٢٠ “
كان الورق شاب مثلهم لكنه مازال يحتفظ بجماله كل تلك السنين ،قالت:
– طب ما تقرأه بصوتك يا حلو؟
– حاضر يا عيون الحلو
امسك الجواب ويدها وقبل يدها وبدأ يفتح الجواب وبدأ يقرأ:
–
” ٩/٨/٢٠٢٠
٠١:١٧ صباحًا.
الرسالة الاولى للسيدة الاولى بقلبي
“خير .. “
في الخلفية اغنية من اختيار معاليكي
بحبك ..
عارف انها كلمة مستحيل توصف اي شىء جوايا بس حقيقي بتمنى نكمل للابد، وبتمني يجي التاريخ المجهول وتبقي في حضني ، تفتكري هيحصل؟ “
نظر لها وهو يبتسم وكانت ابتسامتها لا تفارق وجنتها منذ ان بدأ القراءة ، اقترب منها وطبع قبلة على خدها وهى اغمضت عينها واحست بنفس الرعشة التي احست بها بالمرة الاولى ، ثم اردف:
– ” يعني ايه طول عمري ابقي مش بحب اسمع ام كلثوم ولما حضرتك تقولي انك بتسمعيها وبتحبيها انا بقيت ادور علي اغانيها واحفظها ، حاجات كتير اختلفت لما معاليكي شرفتي حياتي ونورتي قلبي ..
” يا حبيبي يا عبير الشوق ، يا نصيبي من ليالي الشوق “
بوعدك اني هحارب من اجلك -“حتي تحترق النجوم”- لانك حقيقي تستاهلي الحرب تقوم لجل عيونك ..
مكنتش اعرف اني هبقي اسير لعيونك كده .. تعرفي انك شبه رابونزل ، عندك نفس القوة الخارقة ، فاكرة لما كنت حاسس ان في الم في صدري وانتي خديني في حضنك وبإيدك مشيتي علي صدري وخف ..؟
معنديش اي كلمة اقولها غير انك عظيمة وهتفضل عظيمة في عيوني مهما حصل يا عيوني.
عارف اني كتبت بعبث بس في كلام كتير محتاج اقوله فمتلغبط، الرسالة الاولى بقا وكده ، حساه؟ اكيد حساه
وبالختام .. حبيتك وبحبك وهحبك علي طول “
تنهد ثم رسم ابتسامتها بعد ان غابت لثانية ونظر في عيناها ولم ينطق اي منهم بكلمة فالعيون قالت ومازالت تقول الكثير والكثير .. حتي تسللت كلمات ام كلثوم لأذنه ف رددها “غلبني الشوق وغلبني” فضحك كلاهما ثم قال:
-يلا دورك
ونظر لها بنفس نظرة الطفل التي تجعلها تفعل اي شىء ، فابتسمت وامسكت بالجواب واخذت تقرأ:
–
” ٩/٨/٢٠٢٠
٠١:١٧ صباحًا.
الرسالة الأولي
فـ الخلفية أغنية انتَ عمري لـ أم كُلثوم.
عارف؟ يمكن العادي اني بحب أم كلثوم، بس لما قولتلي انك كمان بقيت بتسمعها الوضع اختلف، واني لو قولت صوتها بقي احلى لمجرد انك سمعت أغنية “بعيد عنك” كام مرة مش هكون ببالغ ابدًا، صوتك وانتَ بتغنيلي بـ أبتسامه وحب “يـ حبيبي يـ عبير الشوق يـ حبيبي، يـ نصيبي من ليالي الشوق يـ حبيبي”، عرفت منين ان دا المقطع المفضل عندي؟، هو الحقيقة مش عارفة هو طول عمره المقطع المفضل عندي ولا بقي المفضل علشان انتٌ اخترته بالذات من الأغنية؟
وازاي مقطع” اللي شوفته قبل ما تشوفك عينيا عمر ضايع يحسبوه ازاي عليا” اختلف معناه لما قابلتك؟، سمعت جملة “كل الاغاني عادية إلا اللي وصلتني منك”، فاكر اول مرة اسمع اغنية” قدر” قولتلك ايه؟ “اول مرة اعرف أن الاغاني بتعرف تحضن”، دا اللي حصل اول مرة اسمع الأغنية حسيتك بتهمسلي بكلامها، تعرف أني اول مرة اغني كان ليك؟ كانت أغنية” حالة خاصة جدًا”، كلمتها بتوصفك اوي، اغنية “ماس ولولي” اتفاجأت انك تعرفها ودا لأن مقبلتش حد بيسمعها، تقريبًا دي كل الأغاني اللي جمعتنا، واكيد لسة هكتب رسايل تاني عن الاغاني الجايه. “
بعد ان اتمت اخر كلماتها قال لها:
-هنكمل؟
-حتي تحترق النجوم وتفنى العوالم
-حبيتك وبحبك وهحبك علي طول يا خير.
التحميل
للتحميل اضغط هنا
تمَّت
»»»لقراءة المزيد اضغط هـــنــا«««