رسالة الى مغترب للعودة إلى الوطن

لقد غادر الكثير من أبناء الوطن ديارهم متجهين إلى بلدان أخرى، إما سعيا لتحسين ظروفهم المعيشية وإيجاد فرص عمل تؤمّن لهم حياة كريمة بعيداً عن التحديات الاقتصادية في وطنهم، أو هربا من ويلات الحروب والنزاعات التي لا تزال تعصف بالعديد من الدول.
هؤلاء المغتربون تركوا وراءهم أُسرا وأصدقاء وأحباء يحملون لهم الشوق ويعيشون على أمل لقاء قريب، ينتظرون عودتهم سالمين غانمين، يحملون معهم حكايات الغربة وتجاربها، ليعيدوا دفء القلوب وبهجة الأوطان.
رسالة الى مغترب للعودة إلى الوطن
أتمنى أن تكون رسالتي هذه قد وصلت إليك وأنت تنعم بوافر الصحة والسعادة، وأن تمر أوقاتك بالهدوء والفرح بعيدا عن وطنك العزيز، ندرك تماما أن حياتك خارج الوطن كانت مليئة بالتحديات والتجارب الجديدة، لكن حان الوقت الآن لنوجه لك دعوة قلبية للعودة إلى أرضك الغالية، حيث ذكريات الطفولة الجميلة ودفء أحضان العائلة ينتظرانك بشوق.
- الوطن لا يكتمل إلا بوجودك، وحضورك يضيف له لونا خاصا، فحنيننا إليك يزداد يوما بعد يوم هنا، حيث تشرق شمس الصباح بلونها الذهبي الدافئ، وتتزين الليالي بلمعان النجوم، هنا حيث يرفرف العلم عاليا بفخر، نود أن تكون جزءًا من هذا الجمال الفريد مجددا.
- عند عودتك، ستجد أحباءك بانتظارك بقلوب مفعمة بالشوق ووجوه مشرقة بالسعادة، سنكون هنا لنتشارك معك أفراحك وأحزانك، ولنقف جنبا إلى جنب لنرسم ملامح مستقبل أفضل.
- فالوطن ليس مجرد مكان، بل هو إحساس وروح، ونحن نتطلع لأن تشعر بالانتماء والحب في كل ركن من أركان هذه الأرض الطاهرة.
- لنتحد مجددا تحت راية الوطن، ولنسطر معًا قصة جديدة مليئة بالتفاصيل التي تعكس شخصيتك، وتحقيقا لأحلامك التي طالما تمنيتها، نحن واثقون بأن الوطن سيكون مصدر إلهام ونجاح، يفتح لك أبواب الفرص ويحيطك برعاية لا مثيل لها.
- نحن بانتظار عودتك بفارغ الصبر، فلا تتردد في طي المسافات والأزمنة، فبعودتك لن تكون مجرد مغترب عائد، بل ستكون جزءا أساسيا من حياة هذا الوطن الذي يذكرك بكل فخر واعتزاز.
رسالة تحدثه إلى عوده لوطنه
الغربة قاسية، وكل مغترب حين يعود إلى وطنه يشعر برغبة عارمة في الانحناء ليلامس جبينه أرض الوطن، حيث يجد الأمان الذي طالما اشتاق إليه، والحب والحنان اللذين كانا يملآن قلبه بالدفء يا وطني، أنت ذاك الحب العميق الذي ترعرع في وجداني، وغيابي عنك أشعل نيران الشوق في صدري وزاد من حنيني إليك.
- إلى كل مغترب، الوطن ليس مجرد أرض؛ فهو قصص محفورة في قلوبنا، حكايات من الوفاء والإخلاص، وهو الملجأ الذي يغمرنا بعطفه عندما نعود، ولو كانت الغربة مليئة بالتحديات والدموع، فإن البعد عن الوطن يبقى ألمًا لا يُضاهى.
- لا مثيل لحب الوطن ولا لعطاء أرضه، فالوطن هو الحضن الذي يجمعنا بعد طول الغياب ويستقبلنا بأحضان ملؤها السعادة والفخر اللهم اجمعنا بأوطاننا، واجعل لقائنا بها سكينة وسلام.
شاهد ايضا: رسالة عتاب وزعل للأخ مكتوبة
شاهد ايضا: هوس الرسالة المنتظرة قصة قصيرة
عبارات اشتياق الأهل
الحنين هو أحد أعمق المشاعر التي تجتاح الإنسان، وتغمره بشوق لا يوصف تجاه شخص أو مكان يفتقده، هذا الشعور الجارف ينمو بداخله، وتحيطه عوامل عديدة تزيد من قوته، مما يحفزه على إطلاق روحه الإبداعية، وإطلاق الكلمات التي تفيض بأجمل العبارات وأصدقها.
- وغالبا ما نجد في هذه العبارات لغة تلامس القلب، وتعبيرات تترجم ما يعجز الكلام عن وصفه، ومن بين أرقى عبارات الشوق للأهل ما يلي:
- عندما أراك، تتبدل جهاتي ويضيع الاتجاه، فأنت وحدك بوصلتي وكل ما أحتاجه.
- تأتي الدموع حين تعجز الحروف الثمانية والعشرون عن التعبير، ويبقى الصمت هو اللغة.
- رغم الاحتلال والحواجز، لا يملك أحد منعنا من الحب! أنت القمر وسط ظلام ليلي، وأراك كأنك تضيء وجودي بوجهك الباسم.
- لن تفرقنا الجغرافيا؛ فلنا الأرض كلها كي نلتقي.
- بوجودك لا أحتاج شيئا من العالم، فحبك يغنيني عن كل ما عداه.
- حتى لو رآك الجميع، يبقى حبي لك أعظم من حبهم جميعا.
- مثل حلم يمر سريعا، لكنك تترك في روحي أثرا لا يزول.
- لو كان لي أن أكون شيئا لك، لكنت نبضًا لا يفارق قلبك أبدًا.
هذه العبارات تجسد مشاعر الشوق واللهفة، تلك التي لا تهدأ إلا برؤية من نحبهم واحتضانهم بكل صدق وحنان.
تعبيرات للحنين إلى الوطن
الغربة كلمة تحمل مرارة قد لا تنسى، وتجربة شديدة القسوة عاشها الكثيرون بأشكال وأسباب متعددة، فهناك من ولد بعيدا عن وطنه ليجد نفسه في بلد آخر، حيث هاجر أهله سعيا وراء حياة أفضل وفرص عمل أوسع، وهناك من اضطر إلى مغادرة دفء منزله وبيئته التي نشأ فيها ليبحث عن العلم في أرض بعيدة.
- قد تبدو الغربة بداية مليئة بالإثارة والشغف، خاصة عندما يحقق الشخص حلم السفر ويبدأ حياة جديدة، ولكن هذا الشعور يتلاشى سريعًا أمام الحقيقة؛ فالغربة القاتلة تبدأ بالظهور، حيث تحيط به مشاعر الوحدة والهموم وضغوط الحياة، وربما تضاؤل الفرص وتضييق الحقوق، فيجد نفسه بعيدًا عن الدفء الحقيقي والأمان.
- للوطن حقوق لا يشعر بها إلا من يحمل في قلبه حب الوطن وأصالته، هؤلاء الذين يعلمون أن عليهم واجبا أساسيا تجاه أرضهم، أن يبنوا ويحافظوا ويحموا، ويدافعوا عنها من كل طامع.
- المواطن الصالح لا تهمه المناصب ولا يغريه المال، بل يطمح إلى وطن آمن بعيد عن الحروب والفتن، وطن يتمتع بسمعة طيبة بين الشعوب، هؤلاء هم أبناء الوطن الحقيقيون، الشرفاء الذين يقدسون أرضهم ويكنون لها حبا عميقًا، وهم على استعداد لتقديم أرواحهم فداء لها بلا تردد.
- إن للوطن حقوقا واجبة على أبنائه، ومن أهمها أن يعملوا جميعًا، كل في موقعه وحسب خبراته، على بنائه ونهضته، بالإضافة إلى الالتزام بالمسؤوليات المالية التي تفرضها الدولة كحق للوطن، كعدم التهرب من الضرائب أو الرسوم.
- الوطن ليس مجرد شوارع ومباني ومراكز تجارية، بل هو رمز للعطاء والتعاون والأمل، ومكان يجتمع فيه الناس على المحبة والتفاؤل، فيشعر كل فرد فيه بالانتماء ويعيش بسلام مع ذاته، وأهله، وأصدقائه، ويرى فيه الجانب المشرق ويقدر إنجازاته.
قصيدة للحنين إلى الوطن
لقد تجلى حب أحمد شوقي لوطنه وحنينه العميق إليه في العديد من قصائده التي نسجها بحس مرهف وكلمات صادقة تعبر عن شوقه المتأجج، وكان من أبرز قصائده التي جسد فيها هذا الشعور قصيدة “الحنين إلى الوطن”.
في هذه القصيدة، يعبر شوقي عن مشاعر المغترب الذي تتقاذفه أمواج الحنين، فيصور لنا كيف تتجسد الذكريات في ذهنه كلما مر عليه الليل والنهار، ليعود به الحنين إلى أيام الصبا والشباب.
يقول شوقي في قصيدته:
“اختلاف النهار والليل ينسي .. اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
وصفا لي ملاوة من شباب.. صورت من تصورات ومس
عصفت كالصبا اللعوب ومرت .. سنة حلوة ولذة خلس”
- يسترجع شوقي في هذه الأبيات ذكريات شبابه، مشبها إياها بنسيم عابر مر سريعا، ولكنه ترك أثرا عميقًا في قلبه، ويواصل شوقي استحضار مشاعره تجاه وطنه قائلا:
“وسلا مصر هل سلا القلب عنها .. أو أسا جرحه الزمان المؤسي
كلما مرت الليالي عليه .. رق والعهد في الليالي تقسي”
- هنا، يصف كيف أن الزمن لم يستطع أن يداوي شوقه إلى وطنه، وأن القلب لا يزال ينبض حبًا لمصر رغم مرور الأيام، ويصل شوقي إلى ذروة الشوق والحنين في قوله:
“وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي”
- بهذا البيت، يبين شوقي أن حب الوطن متأصل في أعماقه، لدرجة أنه لو كان في جنة الخلد، لما نسي وطنه، تلك هي مشاعر الشاعر التي تكاد تنطق حبا ووفاءً للأرض التي ترعرع فيها.
ما هي حاجة الوطن إلى ابنائه المغتربين؟ما الآثار السلبية لغياب الأبناء عن أطانهم؟