لماذا خلقنا الله في هذه الحياة ؟

لماذا خلقنا الله. نظريات خلق الكون وخلق البشرية كثيرة جدا في علم الفيزياء فلدينا نظرية الانفجار العظيم ونظرية الكون الموازي ونظريات علمية كثيرة أخرى لكنها جميعها كانت عاجزة عن فهم السبب الرئيسي لخلق الكون وكيفية خلقه ومتى خلق.
كوننا عظيم لدرجة أن عقولنا غير قادرة على استيعاب عظمته وماهيته. لكن لكي لا نبقى نتخبط بحبال الوهم والجهل فإن خالق هذا الكون العظيم أرسل لنا الرسل والكتب السماوية، وأيدها بالمعجزات لنتمكن من معرفة سبب خلقنا وغايته. فجميع الكتب السماوية تدعو لعبادة إله واحد لا شريك له، وتدعو لمكارم الأخلاق ونبذ المعاصي والفحشاء والمنكر.

لماذا خلقنا الله ؟
سنقدم لك في هذا المقال بعض الأجوبة عن السؤال الذي يتداول برأسك ورأسنا جميعا كبشر: لماذا خلقنا الله؟ لماذا خلقنا الله في هذه الحياة؟
سيدنا آدم أبو البشرية كان أول من وطئت قدمه على الأرض فقد خلقه الله تعالى وأراد أن يكون خليفة له في الأرض، رغم أن الملائكة استنكرت ذلك لأن الخلافة أمر عظيم ومنزلة عالية ولأن خليفة الله يجب أن يكون ذو منزلة رفيعة وأهل لذلك وخاصة بعد ما رأوه من الجن من فساد في الأرض لكن لم يكن بالنهاية لهم خيار سوى التسليم والرضى فالله يعلم مالا يعلمون.
اصطفى الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام ليكون خليفة في الأرض ولتكون من ذريته الرسل والأنبياء أجمعين في الأرض.
بعد أن نفخه الله تعالى من روحه وخلق حواء، بقي سيدنا آدم في الجنة إلى أن وسوس له ابليس ليقترب من الشجرة هو وزوجته وعندما استسلموا لغواء الشيطان كانت تلك الواقعة السبب في النزول للأرض وهذه القصة مذكورة في القرآن الكريم.
طلب سيدنا آدم المغفرة وتاب إلى الله فغفر له ربه ذنبه وأنزله وزوجته حواء إلى الأرض ومنهما انبثقت البشرية والديانات السماوية وجميعها تدعي لعبادة الله تعالى والامتثال لأوامره في السراء والضراء.

لماذا خلقنا الله تعالى وهو غني عن عبادتنا ؟
إن الله تعالى عليم قدير، ورحمن رحيم بعباده، وغني عن عبادة خلقه لا يزيد ولا ينقص هذا الأمر شيء، ولكننا نحن من بحاجة للقرب لله تعالى ونحن من نحتاج لخلق صلة بيننا وبين ربنا العظيم لتهدأ روحنا ويطمئن قلبنا ونقوى على ضعفنا الذي خلقنا الله عليه.
لذلك فإن رب العالمين أعطانا من النعم أكملها وهيأ لنا السبل للعيش بعزة وكرامة، وخلق في طبائعنا الخير والشر، وترك لنا حرية الخيار لتتميز معادن أرواحنا عن بعضها.
فكل منا سيدخل الجنة أو النار بإختياره وبتصرفاته وبمدى إيمانه وثباته وصلته بربه. والله تعالى أمنّ علينا بفضل الامتحان بالدنيا رغم أنه يعلم ما في نفوسنا، لكنه يمتحن صبرنا ويحاسبنا على خياراتنا ووعينا ونحن نقوم بها.
قد يهمك: اسماء الله الحسنى كاملة بالترتيب ومعناها 99 اسم من احصاها دخل الجنة

هل خلقنا لنشقى ؟
إن الحياة مليئة بالهموم والأمراض والمشاكل، فلا وجود لحياة كاملة ولا وجود لمدينة فاضلة، فقد صمم هذا الكون ليكون دار امتحان، لا دار أمان، ونحن عابرون وضيوف إما أن نترك أثرا جميلا ونكافئ عليه، وإما أن نعيث فسادا وكذلك سنُحاسب عليه فلا يضيع مثقال ذرة من أعمالنا عند الله تعالى.
نحن كبشر سنجد الأمان والطمأنينة فقط في دار الآخرة، وعلينا أن نستحق الوجود بها بعملنا الصالح وأخلاقنا الطيبة فالدين أخلاق وتهذيب للنفس وحثٌ على الخير والرجوع إلى فطرتنا الإنسانية التي فطرنا الله عليها.

فالعالم الحالي الذي نعيش فيه أصبح عالما ماديا بحتا وضاعت به الأخلاق مقابل المادة. لكن تذكر دائما أن الشر تسع وتسعون منه عسل وواحد بالمئة سم. أي أن الشر لا يظهر لنا بمظهر قبيح، على العكس قد يظهر بصورة سيارة جميلة أو امرأة جميلة أو أموال كثيرة، لكن طريقة الوصول اليها وتحصيلها هي السم.
احرص دائما على ايمانك بأن الله تعالى لم يخلقنا لنشقى فهو رحيم بعباده، لكن جميع ما نمر به هو امتحانات نعبرها للوصول إلى نعيم وجنة مطلقة مستحقة. ايماننا بالله تعالى سيثبت نفوسنا وسيعيننا على تجاوز أكبر المصائب وأصعبها وسيصقل أنفسنا ويهذبها لتكون مسلمة ومؤمنة ايمانا تاما ومدركة أن لا ملجأ لها في هذه الدنيا سوى ايمانها بالله.
(لماذا خلقنا الله) إن تساؤلاتنا كبشر كثيرة، فعقولنا غير قادرة على استيعاب عظمة خالقها وكيفية صنع هذا الكون الذي نعيش فيه، لكن يبقى لنا ملجأ واحد، وراحة مطلقة لأرواحنا المتعبة والتائهة والجاهلة بهذا الكون، وهي ايماننا بالله تعالى وقربنا منه واتكالنا عليه بكافة الأمور وتسليم أمرنا وقضاء حوائجنا له وحده، فبدون هذا الرابط الروحي وإيماننا بأن خالقنا لا يغفل عنا.
سنتوه ونضيع في غياهب هذا الفضاء الواسع، دون أن نجد طريق نجاة أو راحة نفس. تمسك بإيمانك واعلم أنك موجود على هذه الأرض لتعبد ربك وتسبحه وتكون خليفته على الأرض.