ما هي مفسدات النية في العبادات والأعمال ؟
مفسدات النية هي أمر خطير يجب الالتفات اليه، حيث أن أصل قبول العمل هو النية الطيبة الخالصة لوجه الله تعالى، أما اذا فسدت النية فقد حبط العمل، ولن يقبله الله تعالى.
لذلك فإن من كان يريد حسن الثواب في الدنيا والآخرة يهمه النية يجب معرفة ما يفسد النية لتجنبه، حيث أن صحة العبادات يتوقف على النية، وكلما حسنت النية وكانت خالصة من الله تنال الثواب والأجر من الله عز وجل.
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امريء مانوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله.
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)، فمن الممكن أن يقيم الشخص الليل ويتصدق ولكن لايؤجر على ذلك بسبب مفسدات النية وأن أصلها رياء الناس وليست خالصة لله عز وجل.
ما هي مفسدات النية ؟
ماهي مفسدات النية؟ يوجد الكثير من الأقوال والأعمال التي تتسبب في فساد النية والتي يقوم بها الانسان وهي كالآتي:
- الرياء في العمل
- الشرك بالله عز وجل
- مخالفة السنة النبوية (البدعة)
- العمل المخالف لشرع الله
- أن يفعل الانسان العمل الصالح من أجل أن يسمع الناس بذلك ويذكروه بالخير والتقوي، وبذلك يكون العمل من أجل الناس وليس خالص لوجه الله تعالى.
الرياء في العمل
من مفسدات النية الرياء في العمل والعمل من أجل رياء الناس، فيكون العمل كله رياء ولا يكون هناك نية أن هذا العمل لوجه الله تعالى، فيأتي هذا الشخص يوم القيامة وصحيفته مليئة بالأعمال مثل الصلاة والصيام والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة، وتشهد لهم الملائكة وبصحيفة أعمالهم، ولكن الله عز وجل الأعلم بكل شيء.
أن هذه الأعمال أراد بها ثناء الناس ولم يفعلها باخلاص لوجه الله تعالى، أي أن العمل قام به رياء الناس لذلك فقد حبط عمله ولن يقبل، لذلك يجب على كل مسلم أن يعرف شروط قبول العبادة والتقرب لله عز وجل، وأن يوفر النية والاخلاص لله قبل القيام بأي فعل صالح.
الشرك بالله
الشرك بالله والعياذ بالله من مفسدات النية والتي تلقي بصاحبها في الدرك الأسفل من النار، حيث يدعي المنافقين ايمانهم كذبا أمام الناس يكون بذلك جمع بين رياء الناس وبين الشرك بالله والنفاق، فإذا صدر من مؤمن فهو شرك أصغر، أي أن الايمان لو اختلط بالرياء فهو شرك أصغر، أما اذا صدر من منافق فهو شرك أكبر:
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ).
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية، أن كل عمل له نيه، ولذلك لابد لأي انسان أن يوفر النية قبل أن يقوم بالعمل، حيث أن العمل بلا نية لا يقبل، والحالات التي يمكن للانسان أن يفعل الشيء بدون نية تكون في حالة الجنون وفقد العقل.
عقد النية
النية من العبادات القلبية، ولذلك يجب على المسلم أن ينوي فعل الطاعة وبذلك ينال الأجر حتى ان حدث ما يمنع قيامه بهذا الفعل، فمثلا شخص ينوي القيام لصلاة الفجر في وقتها وعقد النية قبل النوم وأخذ بالأسباب.
وقام بوضع المنبة بجانبة لينبهه عند أذان الفجر، ولكنه لم يستيقظ ولم يسمع المنبه ولم يصلي الفجر في وقته وصلاه عندما استيقظ، هذا الرجل نال أجر صلاة الفجر في وقتها بسبب النية حيث أن الأعمال بالنيات ولكل امريء مانوي، ويجب الابتعاد عن أي فعل من مفسدات النية.
كذلك الصيام يحتاج نوي الصيام قبل طلوع الفجر، ولابد من تبيت النية كل يوم والأفضل هو النية تشمل الشهر كله بأن ينوي صيام شهر رمضان، وأيضا بالنسبة للمسافر أثناء رمضان وأفطر في السفر ومعه رخصة والله يحب أن يأخذ برخصه، وإذا كان اليوم الثاني على سفر أيضا وجاء وقت الظهيرة وقال نويت الصيام لاتصح النية في هذا الوقت في صيام الفرض لابد من النية عند الفجر.
واذا كان هذا الشخص الذي سافر في رمضان قد نوى صيام شهر رمضان كاملا ثم أفطر عند السفر، يجب عند زوال العذر وهو السفر والعودة للصيام تجديد نية الصيام من جديد.
في صيام النافلة يجوز نوي الصيام في أي وقت من اليوم مثل أن يستيقظ الرجل ظهرا وهو لم يأكل أو يشرب وينوي الصيام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب لأهله ظهرا ويسأل هل عندكم من طعام فيقولون لا فينوي الصيام وذلك يجوز في النافلة، والنية بالقلب هي أسهل العبادات لذلك لابد أن نوفرها قبل أي عبادة.
مثلا المرأة التي تعد الطعام لأولادها في رمضان، يجب أن توفر النية أنها تتعب من أجل افطار صائمين واعداد الطعام لهم وتزيد النية أنها تعين أبنائها على الصيام وأنها تخدم زوجها لتنال رضا الله وغيرها من نيات الخير، لتنال الخير الكثير وتجنب مفسدات النية فلا تبخلوا على أنفسكم وعددوا النيات فالله كريم وفضله عظيم.
