رواية واقع مرير كاملة

القصة الصغيرة المقتبسة من مشهد حدث بالفعل على أرض الواقع “واقع مرير”
بقلم/ خلود عاشور
واقع مرير
وقفت أمامه وفي عينها تَجمع العناد والإصرار والقوة، فخَلقت تلك المعاني حينما امتزجت معني جديد، خَلقت إمرأة على الحق.
استوت الصفوف وجلس في هيبة، ومكانة يُهتز لها الجمع… وقال: القضية رقم….
أجابت: نعم سيدي …. هل لي بالتحدث؟
أين المُدافع عنكِ؟
موجود، ولكن هل لي بالتحدث؟
فلتفعلي.
سيدي! حبًا بالله لا تقاطعني…. سيدي! أنا هنا في جريمة قتل كما تُسَمون… أو جريمة شرف كما أُسميها أنا ، قتلت دفاعًا عن شرفي المُهان، قتلت زوجي الذي أهانني مع إمرأة أخرى وأنا له خير زوجة، وخير أم لأولاده…. نعم قتلته دفاعًا عن شرفي، لأن الرجل مثل المرأة… أم سيادتكم تحصرون الشرف في المرأة فقط؟
سيدي! أنا وهو شطري نواة المجتمع، لي ما له، وعليّ ما عليه، والمُشرع لي هو المُشرع له، الذي شرع الرجم في حده حتى الموت… للمرأة والرجل على حد السواء.
سيدي! لو كنت أنا المقتولة، لأصفقتم لشجاعته، ورجولته، ولغسل عاره بيده… أما إن كان العكس قذفتموني بوبل رصاص لسانكم لجهل قلوبكم، وضيق عقولكم.
شاهد:رواية الأبله كاملة – لدوستويفسكي
سيدي! قتلته لأغسل شرف أولادي… نعم لا تتعجبون…. قتلته لأغسل شرف أولادي المُدنس بفعلة أبيهم، أم سيادتكم احتكرتم تدنيس الشرف على خطأ المرأة فقط؟
سيدي! قتلته لأنه ربما شَرع في تكوين طفل حرام في أرض لا تحل له…. أم سيادتكم حصرتم ابن الحرام في رقبة المرأة فقط؟
سيدي! قتلته لأنظف دنسً لصقه بظهري، ولن يُزال إلا بدم يُراق.
سيدي! قتلته تنفيذًا لحد الله في أمر، الذي قال الرجم حد الموت لفاعلها، ولم يخصص المرأة فقط.
سيدي! قتلته لأنه مثله كمثل رجال كثيرين أنانيين، كان يمكنه تصريحي بالحسنى، ليُغني الله كلُّ من سعته، ولكنه أراد أن يجمع بين ذنب عظيم، وزواج في ذات الوقت.
سيدي! قتلته ولست ندَّمى على فعلي، ولتحكم بما شئت، ولكن أحكم كما كنت ستحكم على رجل بمكاني، فكلانا بشر، وشُرع لنا ذات الدين، ضف في حكمك كسر قلب قوارير، أمركم رسولكم بالتقوى فيهم، ضف كسر بقلبي لن تَجبره الأيام أبدًا، سيظل يُدمي كلما لَفحته رياح الذكريات.