هل حلق اللحية حرام ؟

هل حلق اللحية حرام؟. هذا موضوع مقالتنا اليوم، وسوف نجيب عن هذا السؤال من خلال السطور التالية، حيث اختلف بعض العلماء والفقهاء في الإجابة عن سؤال هل حلق اللحية حرام.
فالبعض منهم يقول بأن حلق اللحية حرام، والبعض الآخر يقول بأنه جائز حلقها، وسوف نتعرف معكم على آراء بعض الفقهاء في موضوع حلق اللحية، فتابعونا.
حكم إطلاق اللحية
كان للعلماء آراء في حكم إطلاق اللحية وذهبوا في ذلك إلى عدة أقوال، وفيما يأتي بيانها:
القول الأول قال كل من الإمام الكاساني، وابن العمام، والحصكفي من الحنفية، والقرطبي والتفراوي من المالكية، وبعض الشافعية، ومنهم ابن رفعه، الأذرعي، وابن تيمية من الحنابلة، والذي وافقه عدد من أتباع المذاهب أن إطلاق اللحية واجب على المسلم.
حيث استدلوا بعدد من الأدلة على الوجوب، ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اخفوا الشوارب واعفوا اللحى).
القول الثاني قال الإمام الشافعي، وأصحابه، والإمام الحافظ علاء الدين مغلطاي، وبدر الدين الحنفي من الحنفية، والإمام مالك رحمه الله، وغيرهم من المالكية، والإمام أحمد بن حنبل، والبغدادي، وابن مفلح، وغيرهما من الحنابلة، أن الأمر الوارد بإطلاق اللحى لا يدل على الوجوب، وانما على الارشاد، أو الاستحباب، كما أنه ورد مقرونا بخصال الفطرة المستحبة.
حكم حلق اللحية
تعددت أقوال الفقهاء في حكم حلق اللحية، وبيان ذلك فيما يأتي:
الشافعية قالوا بكراهة حلق اللحية، وبين الإمام النووي أن العلماء قد ذكروا عشر خصال تكره في اللحية، وهي تختلف شدة بعضها عن بعض، ومنها حلق اللحية وذلك للرجل، أما المرأة فيستحب حلق شعر اللحية أن نبت لديها.
أما التعارض في النصوص الواردة في إطلاق اللحى، وعدم الأخذ منها، والنصوص الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يأخذ من لحيته طولا وعرضا، مما يدل على أن الإعفاء والتوفير ليس للوجوب؛ بل للندب، الأمر الذي يعني كراهة حلق اللحية.
الحنفية قالوا بكراهة حلق اللحية تحريما، وإن السنة في اللحية أن تكون بمقدار قبضة اليد، ولا يجوز الأخذ منها لتصبح أقل من قبضة اليد، أو اخذها كلها.
المالكية قال الإمام مالك بتحريم حلق اللحية للرجل، وجواز الأخذ منها أن كانت طويلة بخلاف المعتاد، لأنه قد تكون سببا في تقبيح المنظر، فيندب أخذ الزائد منها بحيث تتحسن الهيئة.
الحنابلة قالوا بإعفاء اللحية، وعدم الأخذ منها ما لم يزد طولها بصورة كبيرة، وتحريم حلقها، مع جواز أخذ ما زاد منها عن قبضة اليد.
حكم تخفيف اللحية
تعد مسألة تخفيف اللحية من المسائل التي بحثها أهل العلم، وتلخصت أقوالهم في رأيين، وبينهما فيما يأتي:
جواز التخفيف من اللحية قال الحنابلة، والحنفية بجواز التخفيف من اللحية أن زاد طولها عن قبضة اليد، استدلالا بما ورد عن أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، كان يأخذ من لحيته وشاربه حتى يتحلل من الإحرام.
وبين الإمام ابن حجر أن ما كان من فعل ابن عمر رضي الله عنهما غير خاص بنسك الحج أو العمرة، بل يؤخذ منها بالإفراج في طولها أو عرضها.
وقال المالكية بتخفيف اللحية أن كان طولها مخالفا للمعتاد، وكان طولها يشكل سخرية واستهزاء من صاحبها.
قال الإمام النووي من الشافعية بعدم جواز الأخذ من اللحية، سواء طولا أو عرضا، استدلالا بظاهرة الأمر بإعفائها واطلاقها؛ إذ قال: “والمختار تركها على حالها، وأن لا يتعرض لها بتقصير ولا غيره”.
وقال الحنابلة بعدم جواز الأخذ من اللحية في حال عدم استقباح طولها.
حكم صبغ اللحية
يجوز للرجل صبغ شعره بأي لون من غير اللون الأسود، لما ثبت في صحيح الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اللون الأسود فقال:
(أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد).
كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبغ بالصفرة، وإن أبا بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما اختضبوا بالحناء.
السنن والمكروهات المتعلقة باللحية
هناك العديد من السنن والمكروهات المتعلقة باللحية، وبيانها فيما يأتي:
يسن إكرام اللحية وترتيبها، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان له شعر فليكرمه).
يسن تطييب اللحية وتعطيرها باجود الطيب، لما ثبت في الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
(كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما يجد، حتى اجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته).
يكره تبييض اللحية، استعجالا للشيخوخة، أو رغبة في نيل مكانة ما، كما يكره نتف الشيب، ويكره عدم تهذيب اللحية، إظهار الزهد.
وفي نهاية هذا المقال نكون قد تحدثنا معكم اليوم عن هل حلق اللحية حرام، وتعرفنا بعض آراء الفقهاء في حلق اللحية، وتعرفنا على بعض الأمور المتعلقة باللحية، ونتمنى أن ينال هذا المقال على اعجابكم.