قصص وروايات

قصة حياة القائد خالد ابن الوليد

خالد ابن الوليد  قائد حرب عظيم وبطل مغوار، كانت مخططاته تفتك بأعدائه فتكاً “خالد” بالنسبةِ للإسلام عدو الأمس وصديق اليوم، ابن الوليد المعادي للأسلام صار من أشد أشد أنصارة .. من يصدق!!!
خالد ابن الوليد
خالد ابن الوليد

حياة خالد ابن الوليد قبل الإسلام

 اسم خالد بن الوليد الوليد كاملاً

خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بنمخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بنفهر بن مالك بن قريش بن كنانة،المكنّى بأبي سليمان.
قيل إن أبو الوليد  يلتقي في نسبه مع الرسول صل الله عليه وسلم  في مرة بن كعب الجد السادس للرسول.

مولده …

وُلد خالد ابن الوليد في العام الثلاثون [30]قبل الهجرة، و وخمسمائة واثنين وتسعون ميلادياً [592]، بمكة، والده هو وليد ابن المغيرة أحد كبراء مكة في وقتها.

 حروب خالد ابن الوليد ضد الإسلام والمسلمين

فكان خالد ابن الوليد قبل إسلامه من أشد القريشيين عداوة للإسلام ومحاربتهم له، وما يثبت ذَلك هو موقفه الشهير في غزوة أحد عندما كان قائداً لجيش المشركين ضد المسلمين، حيث أنه كان له ولدهائه ولفطنته الفضل الأكبر لفوز المشركين على المسلمين حينها وانتصارهم عليهم في تلك الغزوة.
حيث أنه عندما رأى خطأ الرماة المسلمين الذي كانوا يتمركزون فوق جبل أُحد واستغله، فقد ترك الرُماةَ مواقعهم ونزلوا من على الجبل طمعاً في الغنائم وقد كلفهم ذَلك المعركة عندما رآى خالد ابن الوليد أنهم قد تركو مواقعهم أمر جنوده على الفور بالرجوع والانقضاض على المسلمين في حين غفلةٍ منهم مما أربح خالد ابن الوليد وجيشه المعركة، وكلفها المسلمين.
وقد أُصيب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بجروح خطيرة وإصاباتٍ بالغة في تلك الغزوة، فكان الكثير من الصحابةِ يتجمعون حوله في دائرةٍ حمايةَ له بعدما أصيب، فمن هول إصابته كان أحد الصحابة ينتزع شظايا من خوذةِ الرسول بأسنانه من خد الرسول بعد ما علقت فيه من أثر الضربات التى كانت على رسول الله.
كما كان  في صفوف المشركين في غزوة الأحزاب هو وعمرو بن العاص، كما تولو مهمة تزيل الجيش خوفا من أن يتبعهم المسلمين بعدما انسحبوا خائبين.
شاهد: قصة طفلتي الصغيرة
خالد ابن الوليد
خالد ابن الوليد

خالد بن الوليد في الاسلام

كان إسلام خالد ابن الوليد فوزاً كبيراً للمسلمين، فقد زاد عدد المسلمين فردا وزادت قواتهم العسكريةِ دهائاً، فقد أسلم خالد لبن الوليد.
ففي السنة الثانية من صلح الحديبة، في عمرة القضاء  دخل الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام)وأصحابه(رضي الله عنهم) بموجب الاتفاق مكة لأداء مناسك العمرة والمعروفة بعمرة القضاء وهناك سأل الرسول -عليه الصلاة والسلام- الوليد بن الوليد أخا خالدًا عنه؛ فقال له: يأتي به الله، ثم أرسل الوليد بن الوليد إلى أخيه خالدًا كتابًا يُخبره ما دار بينه وبين الرسول من حوارٍ بشأنه جاء فيه:
“بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك! ومِثل الإسلام لا يجهلُه أحدٌ، وقد سألني رسول الله عنك، فقال: أين خالد؟ فقلتُ: يأتي الله به، فقال رسول الله: مِثلُه جَهِل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له؛ فاستدرك يا أخي ما فاتك، فقد فاتك مواطن صالحة”.
وفي تلك الفترة الزمنية كان خالدٌ يفكر جديًّا في اعتناق الإسلام فكان علش شفى إعلان إسلامه، فكان ما أخبره به أخاه الدفعة الكبري للطريق الضحيح حيث اعتدل طريقه وثبت قلبه وانشرح صدره.
وخرج من فوره من بيته ولقي في عثمان بن طلحة وذكر له ما عَزم عليه؛ فشجعه على قراره واتفقا على الخروج سويَّاً للمدينة لإعلان إسلامهما وفي أثناء ذلك التقيا بعمرو بن العاص الذي رافقهما للمدينة لذات الغاية.
 وصل الثلاثة المدينة ودخلوا على رسول الله في أواخر السنة السابعة للهجرة وأعلنوا إسلامهم، فقال الرسول لخالد بن الوليد: “الحمد لله الذي هداك قد كنتُ أرى لك عقلًا رجوتُ ألا يُسلمك إلا إلى خيرٍ”، ثم طلب خالد من رسول الله عليه السلام  الاستغفار له.

خالد ابن الوليد في الإسلام وفي حروب الرده 

في الثامن بعد الهجرة 8 هـ، أرسل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) جيشا لقتال الغساسنة
انضم خالد حديث العهد بالإسلام إلى ذلك الجيش المكون من ثلاث آلاف مقاتل، وقد اختار النبي (عليه الصلاة والسلام) زيد بن حارثة لقيادة الجيش.
على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون قائدًا چديرا من بينهم، عند وصول الجيش إلى مؤتة وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش من مائتي ألف مقاتل نصفهم من الروم والنصف الآخر  من الغساسنة.
فوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا لليلتين في للتشاور في أمرهم أمام ذلك الجيش المهول عدده أمامهم،  وقد أشار البعض بأن يرسلوا للرسول  ليشرحوا له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة كالانسحاب مثلا، عارض ابن رواحة ذلك، وأقنع المسلمين بالقتال.
بدأت  المعركة، وواجه المسلمون موقفًا عصيبًا، وكادت أن تحصل إبادة جماعية لجيش المسلمين فقد قتل القادة الثلاثة على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالدًا ليقودهم في المعركة، وبشكل أو بآخر صمد جيش المسلمين بقية اليوم، وفي الليل آن أوان مكر خالد ابن الوليد الحربي ودهائه وذكائه فنقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة، بعدها أمر طائفة ألا تنام و تثير الغبار ويكثروا الجلبة خلف الجيش حتى حلول الصباح.
وفي الصباح، فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين وأنهم صارو يجباهونهم عددا، عندئذ أمر بالانسحاب وخشي الروم أن يلاحقوهم خوفًا من أن يكون الانسحاب مكيدة، وبذلك نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة كانت ستحدث لوا دهائه الحربي كقائد حرب.
أما عن لقبه الذي لقبه به الرسول(سيف الله المسلول)
كما حارب خالد ابن الوليد ببسالة في غزوة  مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة سيوف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول ولقّبه بسيف الله المسلول” وقيل: أنه قد لُقِبَ بذلك بعد إسلامه مباشرةً بعدما طلب من الرسول الاستغفار.
وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة أحد  حلفاء قريش، بني خزاعة حلفاء الرسول، عندئذ توجه الرسول في جيش من عشرة آلاف  مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر الزبير بن العوام وسعد بن عبادة وخالد بن  الوليد على الثلاثة الأخرى، وأمرهم أن يدخلوا مكة كلٌ من باب، فدخلوها كل من الباب الموكل إليه.
 ولم يلق أحدهم قتالاً إلا كتيبة خالد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر بهم، وقتل منهم عددًا.
ثم أرسله الرسول في سرية من ثلاثين فارسًا لهدم العزى صنم جميع بني كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول، فأخبره فسأله الرسول إن كان قد رأى شيئًا، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول أن يعود لأنه لم يهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة سوداء لا تغطيها ملابس، ناشرة الرأس، فضربها خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول. فأخبره فقال: “نعم تلك العزى، وقد يئست أن تُعبد ببلادكم أبدا!”

خالد ابن الوليد مع حروب الرده

بعد وفاة الرسول الكريم (محمد غليه الصلاة والسلا) انتقضت معظم القبائل العربية على سلطان أبي بكر الخليفة الجديد للمسلمين. اختلفت  أسباب الانتقاض، فمنهم من ارتد عن الدين الإسلامي وكفر به، ومنهم من ظل على دين الإسلام مع رفضهم أداء فريضة الزكاة مع قدرتهم غلى أدائها ولكن جحدت قلوبهم.
ومنهم من التف حول مدعي النبوة في القبائل العربية وصدقه واتبعه! أيُّ عقلٍ لذلك القوم!!.
فقد استغل مانعوا الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث أسامة بن زيد الذي كان قد أوصى به الرسول قبل  وفاته، وحاولوا مهاجمة المدينة، وبعد أن استطاع الخليفة صد الهجوم، وإرساله من يطارد فلول المنهزمين، عقد الخليفة أبو بكر الصديق أحد عشر لواءً لمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة في جميع أرجاء جزيرة العرب.
فولى أبو بكر خالد بن الوليد على أحد تلك الجيوش قوامه ذو القوام المكون من أربعة ألاف 4,0000 مقاتل، ووجهه إلى إخضاع طيئ مانعي الزكاة، ثم محاربة مدعي النبوة طليحة بن خويلدوقبيلته بني أسد، ثم التوجه لإخضاع بني تميم.
إلا أنه وقبل أن يتحرك جيش خالد ابن الوليد وصل عُدي بن حاتم الطائي بأموال زكاة طيء، لتنضم بذلك طيء لجيش خالد، فذاد عدد الجيش واتجه خالد بالعدد أجمع لمحاربة مدعي طليحه مدعي النبوة وقبيلته بني أسد.
اجتمعت قبائل أسد وفزارة وسليم وفلول عبس وذبيانوبكر حول طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة. توجه إليهم خالد بجيشه، واشتبك معهم في بُزاخة، حيث دارت حينئذ معركةً طاحنةً على مدعي النبوة ومن معه فهزمهم شر هزيمة وفرّ طليحة إلى الشام، أمر خالد ابن الوليد بعد ذلك بمطاردته هو و فلول  المنهزمين.
ثم أمر بإحراق الأسرى بالنيران ونكّل بهم، وأرسل رؤساءهم مكبّلين بالأصفاد إلى الخليفة لينظر ماذا يفعل بهم، لما ألحقوا بمن بقوا على دينهم من أذى، وليكون ذلك عبرةً يُعتبر بها لمن جال في خاطره أن يفعل مثل ما فعل طليحه “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
التفت الفلول حول أم زمل التي كانت لها ثارات عند المسلمين، فقد قتل زيد بن حارثة أمها أم قرفة في سريته إلى بني فزارة، لتحريضها قومها على قتال المسلمين.
فقاتلهم خالد في معركة كبيرة في ظفر، وهزمهم ومن معه من المسلمين وقتل أم زمل تلك المرأه الحاقده على الإسلام.
خالد ابن الوليد
خالد ابن الوليد
توجه خالد بعد ذلك بجيشه إلى بني تميم، لم تكن بنو تميم على موقف واحد، فمنهم مم يؤدون فريضة الزكاة الزكاة وإتباع خليفة رسول الله، ومنهم من رأى عكس ذلك، وبقي فريق ثالث في حيرة من أمرهم ما يدري أيهم يصنع!
فلما وصل جيش خالد البطاح وهي منزل بنو يربوع، لم يجد بها أحدًا.
كان سيدهم مالك بن نويرة ممن كانوا تحيروا في أمرهم، وكان قد أمر قومه بأن يتفرقوا حتى لا يُقتلو وهم في حيرة من أمرهم.
بثّ خالد السرايا وأمرهم بأن يأتوه بكل من لم  يجب داعية الإسلام، وإن امتنع أن يقتلوه، وكان قد أوصاهم أبو بكر أن يؤذّنوا إذا نزلوا منزلاً، فإن أذن القوم فكفوا عنهم وإن لم يؤذنوا فاقتلوا، وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام.
فسائلوهم عن الزكاة، فإن أقروا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم عندئذ، جاءه الجند بمالك بن نويرة في جماعة من قومه، اختلفت السرية فيهم، فشهد أبو قتادة الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذنوا ولم يصلوا، أمر خالد بقتل ابن نويرة.
ولكن رواة السيرة النبوية وسيرة الصحابة ورواة الأحاديث قد اختلقو في سبب القتل، فمنهم من قال أن الأسرى قتلوا لأن الليلة كانت باردة، وقد أمر خالد بأن يدفئوا الأسرى، وكانت تعني في لغة كنانة القتل، فقتلهم الحراس، ومنهم من قال أنه دارت بين خالد ومالك حوارًا استنتج منه خالد أن مالكًا ينكر الزكاة، فقتله بذلك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!