قصص وروايات
ضجيج ولعنة قصة رعب خيالية

القصة الخيالية “ضجيج ولعنة ” لمحبي قصص الرعب حيث تحتوي على أحداث دامية بقلم الكاتب /رشيد سبايو

ضجيج و لعنة..!
بدأ الأمر بضجيج بجانب رأسي، لا يهدأ، أحك على عيناي ثم أستوعب الأمر، فأطفأ المنبه اللعين، دائما يفزعني ويوقظني من أحلام الوسادة اللذيذة! النوم بالنسبة لي هروب من هذا العالم القذر الذي يقتل أحلامي! أحك شعر رأسي الكثيف والأشعت، وأقوم بتثاقل وأنا أمدد يداي يمينا ثم شمالا، اللعنة على هذا الصباح الكئيب وشمسه المسلطة من نافذتي! كل صباح مشمس هو بالنسبة لي نذير شؤم ولعنة، مذا فعلت أيها الرب، لأعيش جحيما؟ مذا فعلت؟ توجهت نحو المرحاض بنفس التثاقل، بعد دخولي فتحت الصنبور ورحت أشاهد المياه النازلة منه بسرعة في الإناء، وبدأت أفكر، فأنا شبيه لهذه المياه، لأن الدنيا تغسل بي أوساخها كما أغسل أنا بالمياه أوساخي!
عدت لرشدي بينما المياه تفيض من الإناء، أغلقت الصنبور، وغطست رأسي في الإناء ثم رفعته، شعرت بإرتعاشة غريبة تحرك جسدي كله! إنتعلت حذائي، وخرجت، إلى الجحيم، إلى حيث الوحوش، إلى النور الملعون، ماإن خرجت خطوة إلى الخارج حتى اصطدم كياني بخليط من الكائنات البشرية، تثير ضجيجا تكرهه أذني وروائح تزكم أنفي! الكل يصرخ، الكل يجري، الكل يتعارك،الكل يدخن، تبا للنهار، تبا لهم!
شاهد: عاد لينتقم
خرجت من الزقاق وأنا أهرول وأغلق أذناي براحتي يداي، وأنا أصرخ كالممسوس! بلغت الشارع، السيارات في كل مكان، يمينا وشمالا، كأنهما جيشان يخترق الأول منهما صفوف الثاني! تقدمت بضع خطوات لأرض المعركة، وبدأت أشاهدها عن قرب، فجأة، يخرج محارب من بين الصفوف يطلق صوتا بدا لي كصوت وطواط! بدأ يجري باتجاهي بسرعة، يجري..ويجري، فما إن وصل نال بسيفه مني! وإنتهت المعركة..!
فتحت عيناي على وجوه بشرية تنظر لي بغرابة وتتعجب، حاولت الوقوف، وكان لي ذلك، كنت ملقى في وسط الشارع! سمعت بعضهم يقول أن دراجة نارية صدمتني! شعرت برأسي يدور، أمسكته فأحسست بذلك الشيئ اللزج، إنه دم اللعنة! نعم، اللعنة ها قد بدأت!
عدت للتجول في الشوارع، بدمي، ولعنتي، تاركا أثر قطرات الدم التي امتجزت بعرقي خلفي! أحسست للمرة الأولى أنني تحررت،لاأعلم مم ولكن أنا متأكد من إحساسي، لم أعد أتحاشى العيون البشرية.
سقطت على الأرض، عانقتها وتهت فيها، أغمضت عيناي وأنا أغتصب ابتسامة أخيرة، ثم رحلت! ذهبت حيث لم يكن هناك بشر، لا منبه، لاضجيج، ذهبت حيث السواد، حيث الخلود، حيث أنا!.
انتهت قصة ضجيج ولعنة نتمني أن تنال إعجابكم زوارنا الكرام.