قصص وروايات
رسائل مريضة منتحرة
قصة حوارية (اسكريبت) كُتِبَت بالعاميةِ المصرية تحت مسمى “رسائل مريضة منتحرة”
♧بقلم/دُنْيَا إِيِهَاَبْ♧
احم احم… يلا كله يجمع هنا يا بابا يا ماما واد ياخالد هات البت منه وتعالوا هنا
منه: البت منه دي تبقا اختك الكبيره يا حيوانه
معلش يا ستي بس اقعدي هنا
منه: اي ده ندي بتتكلم جد
ندي: اقعدي بس يا منه اقعد يا خالد
يا بابا يا ماما
الاب: اي يا بنتي الدوشه دي
ندي: اقعد هنا بس كده يا بابا انتي فين يا ماما
الام: انتي اتهبلتي يا ندي في اي
ندي: اقعدي بس جنب جوزك كده
بس بقا مش عايزه اسمع صوت في موضوع مهم لازم كلكم تعرفوه وقبل ما اتكلم لازم تعرفوا ان ده قراري وانا مش هرجع عنه مهما حصل
منه: اكيد عريس وهيترفض
خالد: لأ عريس اي اكيد عايزه تقعد من التعليم
وهنا بدأ الكل يضحك واثناء صوت ضحكهم الساخر والبهجه اللتي تعم المكان
ندي: انا عندي كانسر
وهنا بدأ صوت الضحك يختفي تتدريجاً وبدأ الصمت يعم المكان والصدمه تعلو وجوهم
اكملت ندي حديثها قائله
ندي: يوم ما كنت في الامتحان واغمي عليا وروحت المستشفى خدوا مني عينه دم علشان يعمولي تحليل علشان لو في حاجه نطمن من كام يوم روحت المستشفى وطلبوا مني عينه دم تانيه ونتيجه التحليل بانت امبارح وطلع عندي لوكيميا(سرطان في الدم) المفروض اننا نروح نحدد معياد جلسات الكيمياوي
وانا اخدت قراري انا مش هتعالج ومش هاخد كيمياوي وزي ما قولتلكم ده قراري ومش هتراجع عنه
منه: يعني مش هتتراجعي عنه! علي فكرة ده مش قرارك انتي لوحدك ده قررانا كلنا
ندي: لا قراري لوحدي
منه: لا مش قرارك
شاهد: قصة في عشق البحر
ندي: لأ دي حيااتي وانا حره فيها.. محدش هيتوجع غيري كده كده ميته ومش هتفرق معايا اموت من المرض ولا اموت من الكيمياوي
منه وهي تمسك ذراع ندي وتصرخ فيها بحده: لأ مش قرارك ومش هتموتي هتاخدي الكيمياوي وهتتعالجي عادي هتخفي انتي مش هتمشي وتسيبيني لوحدي انتي فااهمه
ندي وهي تبكي: كده كده همشي فخليني امشي وانا كويسه وفي وسطيكوا مش وسط الادويه والمستشفيات!
منه وهي تصرخ: لأ مش هتمشي انتي اختي مش هتسبيني انتي ساامعني مش هتمشي
وهنا بدأ الاختان بالكباء قامت الام واحتنضنتهما معاً وهي تبكي هي الاخري ظلت منه تردد بهستريه وهي تبكي: مش هتمشي لأ مش هتمشي
الأب بصوت اقرب اللي الخناق: اسمعي منك ليها انا مش عايز عياط ولا صويت ولا الهبل ده كله ندي هتتعالج وهتبقا زي الفل انا مش عاايز حد يعيط ساامعين
ندي بصريخ: انتوا مبتفهموش قولتلكم مش هتعالج مش هدمر حيااتي انا حره مش هتعالج
وهنا سقطت علي الارض مغشي عليها!
منه: ندي فوقي يااندي ندددددي دكتور بسرعه
وبالفعل قام الاب بحملها وذهب بها الي المستشفى
الاب: دكتور بسرعه بنتي بتتموووت
الدكتور: قولي مالها يا فندم
قص الاب علي الدكتور ما حدث
الدكتور: اعتقد انها لازم تأخد الكيمياوي في اسرع وقت
*لما الدكتور قالي اني عندي كانسر مكنتش مصدقه نفسي ازاي يعني؟ بدأ شريط حياتي في اللحظه دي يمر قدامي لحظه لحظه من يوم نتيجه الثانويه العامه وحلمي اللي ضاع يوميها صحاابي اللي خسرتهم بعدها ومعرفش عنهم حاجه ودخولي كليه انا مش حباها وجودي وسط ناس غريبه انا مش حباها ومعافرتي علشان احقق اصلا حلم مش حلمي! ياتري انا عايشه ليه انا بقا عندي ٢٠سنه ٢٠سنه عايشهاهم في الدنيا معملتش فيهم حاجه واحده مفيده محققتش فيهم حلم واحد حلمت بيه حتي حازم..
حازم مراد اتخلي عني اكتر حد حبيته في حيااتي اكتر دعوه طلبتها من ربنا هو كمان ساابني واتخلي عني انا اصلا عايشه ليه جايز ربنا ابتلاني بالمرض علشان تكون نهايه حياتي اللي ملهاش لازمه انا مش هتعالج ومش هأخد كيمياوي انا مفيش عندي حاجه علشان اخسرها لما اموت روحت البيت وبلغت اهلي باللي حصل وقولتلهم قراري وفجاه لقيتهم كلهم بيتخانقوا معايا ومره واحده لقيتني وقعت في الارض حسيت بيهم حواليا بس بعد كده الدنيا ضلمت ومحستش بنفسي لا وانا بفتح عيني في المستشفى واضح اننا كنا باليل الجو كان هادي جدا الا من صوت الاجهزه اللي متوصله بجسمي صوت مزعج “يا الهي كم اكره هذا الصوت كم اتمني ان تتوقف عن اصدار هذا الصوت المقزز معلنه انتهاء حياتي واتنهاء هذه المهزله بالفعل اتمني اتنهاؤها بفارغ الصبر
” وكان في محلول في ايدي لفيت بعنيه في الاوضه لقيتهم كلهم حواليا بابا وماما علي الكنبه والنوم غالبهم وخالد قاعد علي الارض وحاضن المصحف ونايم هو كمان اما منه كانت قاعده جنبي وضامه ايدي لقلبها والدموع مغرقه وشها عارفه اني هي اكتر حد بيحبني في الدنيا بس هي طول عمرها مكابره حاولت علي قد ما اقدر معملش صوت علشان خليهم يرتاحوا شويه بس للأسف لقيت الباب بيخبط ولقتهم كلهم قاموا والممرضه داخله بتبلغهم ان الدكتور جاي يطمن عليا منه قامت رفعت الحجاب علي شعري وجه الدكتور علشان يشوفني
بابا: اتفضل يا دكتور
الدكتور: يااه اخيرا فوقتي انتي مكنتيش بتنامي في بيتكوا ولا اي
ندي: نعم
الدكتور: يا ستي حضرتك بقالك تلات ايام في غيبوبه
ندي بأستغراب: تلات ايام
الدكتور: اه والله علي العموم انا دكتور احمد مراد دكتور دم وانا ان شاءالله اللي هتابع حالتك وفي دكتور تاني هو هيبقا متخصص جرعات الكيماوي هيتابع معايا الحاله برضوا
ندي: اتشرفت بحضرتك بس اعتقد في سوء تفاهم انا مش ناويه اخد كيمياوي
دكتور احمد: زي حضرتك ما تحبي بس لازم ترتاحي دلوقتى وبكره نكمل كلامنا
قال الكلمتين دول وسابني وخرج الصراحه في الوقت ده كنت مجهده جدا فمكانش عندي طاقه اني اكلم حد فنمت بهدوء لحد ما جه تاني يوم الصبح
لقيت بابا بيصحيني بهدوء وبيقولي
بابا: الدكتور الي هيتابع مع احمد بره وعايز يشوفك
ندي: بابا انا قولتلكم قراري
بابا: خلي بس يقعد معاكي وشوفي هيقولك اي وبعد كده اوعدك اني هعمل اللي انتي عايزاه
ندي: حاضر يابابا
بابا خرج علشان يجيب الدكتور ويجي لقيت الباب بيخبط
ندي: اتفضل
لقيت بابا داخل ومعاه الدكتور
بابا: الدكتور حازم مراد يا ندي اللي هيتابع حالتك
دي ندي بنتي يا دكتور
محدش فينا اتكلم الصدمه كانت اكبر من حد يتدارك الموقف ده ويتاعمل عادي فضلت متنحه هو انا بجد شايفاه قدامي! للحظه حسيت ان القدر بيعقابني للمره التانيه:”وياه لسخريه الأقدار “محدش فينا اتكلم لحد ما بابا قال
بابا: انا هستأذن واسيبك تشوف شغلك
حازم: تمام اتفضل
لقيته جاب كرسي وجه قعد جنب السرير كنت متوتره مش عارفه ليه! بدأ يتكلم معايا
حازم: ازيك عامله اي
ندي: تمام يا دكتور
حازم: دكتور!!
ندي: هو حضرتك قهوجي؟
حازم: قهوجي!…. بصي يا ندي انا عمري ما كنت متوقع ان ده يحصل بس جايز القدر بيدينا فرصه تانيه
ندي: مفيش حاجه اسمها فرصه تانيه! تبقي غبي لو رجعت مديت ايدك لنفس الأيد اللي سابتك
حازم: ندي انا
ندي مقاطعه حديثه: انسه ندي يادكتور… اتمني انك تشوف شغلك
حازم: تمام والدك بيقول انك رافضه تأخدي علاجك ممكن اعرف السبب
ندي: من غير سبب
حازم: طيب لو قولتك علشان اهلك
ندي: منا علشان اهلي مش هعمل كده مش عايزاهم يتمرمطوا معايا في المستشفيات ويشوفوني وانا بتوجع انا مش عايزه اوجع قلبهم
حازم: انتي كده هتوجعي قلبهم اكتر علي الاقل وانتي بتأخدي الدوا هيشوفكي بتتوجعي بس مسيرك هتخفي انما لو مخدتيهوش مش هتخفي هيفضل الوجع ملازمك طول العمر انا عايزك متخفيش انا هنا ومعاكي وكل حاجه هتبقا تمام
ندي: بلاش نضحك علي نفسنا انت مشيت من زمان اوي
حازم: بس رجعت
ندي: مفيش حاجه مشيت بترجع ولو علي العلاج انا هأخده بس علشان يمكن اموت اسرع
حازم: اتغيرتي ياندي!!
ندي: كل حاجه بتتغير
شاهد: قصة طفلتي الصغيرة
مش عارفه ازاي كنت قادره اني اكلمه كده كان جوايا شعور غريب نحيته حبه مشاعر متخلبطه انا مش فهماها مش عارفه بس حسيت انه وحشني اوي وفي نفس الوقت حسيت اني بكرهه كان نفسي احضنه وفي نفس الوقت اضربه مش عارفه بس انا مبسوطه اني شوفته لسه متغيرش لسه عيونه بتلمع لما يشوف حد بيحبه لسه شكله طفل زي ماهو ماتغيرش نفس التيشرتات ورباط الكوتشي اللي عمره ماعرف يربطه لسه زي ماهو “ولسه الزمن مصر يعشمنا ويخذلنا ويوجع قلوبنا تاني”
بدأت اخد الكيماوي تقريبا بقا بيقعد معايا اكتر من نص اليوم بدأت الزيارت تخف وكمان مبقاش حد يابات معايا هو كل شويه كان بيدخل يطمن عليا ويخرج رجعنا قربنا تاني من بعض بحكم الوقت اللي بنقضيه سوا كنت فرحانه انه حنبي بس كنت عامله نفسي مش واخده بالي!
وفي يوم كانت جرعه الكيماوي زياده شويه مكنتش قادره استحمل الوجع لقيته بيخبط وداخل يطمن عليا
حازم: عامله اي دلوقتي
قومت جريت عليه وحضنته وعيطت فضلت اعيط كتير وانا ماسكه فيه ومش عايزه اسيبه
حازم: ششششش متعيطيش انا هنا جنبك كل حاجه هتبقا كويسه
ندي وهي تبكي: انت مش ليا انت سبتني ومشيت انا لوحدي
حازم: الظروف كانت اقوي مني بس اوعدك انا هفضل جنبك طول العمر
محستش بنفسي الا وانا في حضنه وهو بيحضني جامد اي اللي انا عملته ده والطرحه فين الطرحه انا شكلي نيلت الدنيا خالص!
لقيته بيأخدني من ايدي وبيقعدني علي السرير وبيبصلي ويضحك
ندي: انت بتبصلي كده لي!
حازم: تفتكرت ايام ما كنتي بتقوليلي انك قارعه
وضحكنا احنا والاتنين بصوت عالي جدا
“يا الله.. انقذني من جمال ضِحكته التي اهلكتني💛”
كنت عايزه انام مكنتش قارده خالص ندي: حازم انا عايزه انام ومش عارفه!
لقيته بيبصلي وبيضحك “لساته بيفهمني من مجرد تلمحيات”
حازم: “ولساكي بتتكلمي بالالغاز”
معداش دقيقه ولقيت صوته مالي الاوضه وهو بيقول “جانا الهوي جانا ورمنا الهوي رمنا” صوته كان زي السيمفونيه وانا توهت فيه لحد مانمت
صحيت من النوم لقيته قاعد علي الكرسي زي ماسيبته امبارح ونايم قلبي دق في اللحظه بحبه ومش هنكر فضلت باصله كتير ملامحه لسه زي ماهي كأنه لسه ابن ال١٨سنه اللي كنت غارقانه في حبه وانا لسه عيله “ولساني غرقانه لجل ما يعود الود” صحي من النوم اول ما فتح عينه عنيه جت في عيني “يا الله ما اجمله صباح”
حازم: صباح الخير
ندي: صباح النور
حازم:صاحيه من بدري
ندي:لأ اسفه تعبتك معايا طول الليل
حازم:تعب العالم كل يهون لجل وصالك يا ست البنات💛
ضحكت وانا ببصله
حازم:لسه ضحكتي بتدواي!
ندي:لساها بتدواي 💛
وكأن في اللحظه دي الدنيا رجعت تضحكلي من تاني وانا فرحانه بضحكتها
فضلنا كده سته وسبعين يوم بتوجع وافرح واعيط وهو جنبي
حازم:انا هروح انام عايزه حاجه!
ندي:لأ انا كمان هنام
حازم:اصبحك عليكي وانتي في بيتي🖤
ندي:وانت من اهلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احمد:حازم اي اخبار حاله ندي
حازم:هجيبلك التحاليل واجيلك
احمد:ماشي علشان عايزك في موضوع بخصوص الشغل
حازم: في حاجه
احمد: جايلك البعثه اللي قدمت عليها
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حازم: ندي انا عايز اتكلم معاكي
ندي: في اي! حاجه حصلت
حازم: لأ متقلقيش مش حاجه وحشه
انا كنت مقدم علي بعثه شغل في كندا والبعثه اتواقف عليها والمفروض اني هسافر!
ندي: انت مش هتسبني صح!
شاهد: رواية جواز صالونات
حازم:……….
ندي: بقولك رد عليا انت مش هتسبني صح مش هتمشي وتسبني لوحدي تاني انت وعدتني!
حازم: مش همشي انا هسافر وهرجع تاني
ندي: كدااااب انت كداب انت كل مره بتمشي وانا بتكسر انا انا مش عايزه اتكسر تاني متمشيش
حازم: بس ده حلم عمري
ندي:طول عمرك اناني ومبتحبش غير نفسك انا بكرهك امشي امشي..
لقيته جاي بيقولي انه هيسافر ويسبني يعني اي! يعني انا هرجع لوحدي من غيره تاني هرجع اشتاق له ومشفوش هرجع ابكي كل ليله عليه هرجع اتكسر وارجع للوحده والضلمه والبكا يومياتي بس استاهل ان اللي رجعت لنفس الحاجه اللي كسرتني انا خلاص مبقتش قادره استحمل تاني ده سابني في اكتر وقت كنت محتاجه له فيه انا المرض بينهش في روحي وياعالم هعيش ولا لأ
هو مشي خلاص مشي ومش هيرجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعديها بيومين لقيته جاي يودعني
حازم: انا همشي كمان ساعتين بس قبل ما امشي عايز اقولك انك اكتر حاجه انا حبتها في حياتي وان الموضوع كله مجرد وقت وهرجع وهتجوزك انا بحبك
ندي: وانا كمان هسافر بس و انا بكرهك
هو مشي وخرج والممرضه دخلت ورجعت خرجت تاني ولحسن الحظ لقيتها سايبه المشرط جنبي خدته مسكته في ايدي وفي اللحظه دي قررت اني انهي كل حاجه /”حسناً لقد حان وقت الانتهاء”
مسكته وبكل هدوء بدأت اقطع شريان ايدي الشمال حسيت الاول بقشعريره خفيفه خالص بس بعد كده الشعور كان مريح جدا ابتمست ولأول مره احس اني مبسوطه بجد بدأت احس اني جسمي بردان بس احساس مريح انتهت كل حاجه انتهت وانا مشيت
شوفتهم وهما ملموين حوالين جثتي وبيعيطوا وبيحضونها”وكان اولي يحضنوني لما كانت فيا روح”
وداعاً ايها العالم الهزلي اما عائلتي فألقاها في الجنه ان غفر لي ربي فحش فعالتي ولكن الالم كان اكبر من اتحمله عذراً يا امي ولكن الحياه كانت اثقل علي وكنت اضغف من ان اطيق عبثه.
