ما حكم صلاة الجمعة للمسافر ؟

ما حكم صلاة الجمعة للمسافر ؟ . اختلف العلماء على حكم صلاة الجمعة للمسافر، فالبعض منهم قال بأنه يجب على المسافر تأدية صلاة الجمعة إذا سمع الأذان، والبعض الآخر يقول بأنه لا صلاة للمسافر، لهذا سوف نتعرف معكم اليوم على آراء العلماء في حكم صلاة الجمعة للمسافر، فتابعونا.
حكم صلاة الجمعة للمسافر
حيث قال ابن عبد البر: بأن علماء الأمة أجمعوا على أن الجمعة فريضة على كل مسلم حر بالغ ذكر يدركه زوال الشمس في أي بلد من البلاد إذا كان من أهل البلد غير مسافر.
أحوال المسافر مع صلاة الجمعة
قامت المذاهب الأربعة بتصنيف المسافر الى ثلاثة أحوال، وهم كالاتي:
مسافر: وهو من ينتقل من بلد إلى بلد وليس مقيما ولا نازلا ببلد معين، أو أنه اقلم ببلد إقامة لا تقطع عنه أحكام الترخيص بالسفر، مثل قصر الصلاة ونحوها، كما اختلف أهل العلم على تحديد قدر الإقامة التي لا تقطع أحكام الترخيص على قبول (متى ينقطع الأرخص بالسفر؟).
لهذا وجد أهل العلم بأنه من نوى أربعة أيام أو أكثر هذا أصبح مقيما والحقب بالسم الثاني.
مقيم: وهو من ذهب إلى بلد وأقام فيها فترة هنا تنقطع فيها أحكام المسافر، ولكنه يفكر في الرجوع إلى أهله وليس لديه أي نية للإقامة في هذه البلد وجعلها وطنا له.
مستوطن: وهو من قام بالرحيل إلى بلد وسكن فيها وفي نيته البقاء فيها داىما أي أنه جعلها موطنا له دائما.
المسافر
حيث اتفق أهل العلم بأن صلاة الجمعة لا تجب إقامتها على المسافرين، وقد قال ابن هبيرة: (واتفقوا على أن الجمعة لا تجب على صبي ولا عبد مسافر ولا امرأة).
وقد قال ابن عبد البر: (ليس على مسافر جمعة).
وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسافر مرارا، ولم يذكر عنه ولو لمرة واحدة أنه كان يصلي الجمعة.
كما قال ابن المنذر: (ومما يحتج به في إسقاط الجمعة عن المسافر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مر به في أسفاره جمع لا محالة، فلم يبلغنا أنه جمع وهو مسافر، بل قد ثبت عنه أنه صلى الظهر بعرفة وكان يوم الجمعة، فدل ذلك من فعله على أن لا جمعة على المسافر، لأنه المبين عن الله عز وجل معنى ما أراد بكتابه، فسقطت الجمعة عن المسافر استدلالا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم).
كما اختلف العلماء في صحتها من المسافرين إذا كان اصلوها بأنفسهم ولم يكن معهم أحد غيرهم من أهل البلد.
ولكن هنا يأتي يأتي السؤال هل تجيب عليهم الجمعة إذا سمعوا الماء تبعا لغيرهم؟
اولا ذهب جمهور أهل العلم من أتباع المذاهب الأربعة أنه لا يجب على المسافر الجمعة حتى وإن سمع النداء، لأنه غير مخاطب به.
وقد ذهب الظاهرية على وجوب الجمعة حين يسمع المسافر النداء.
الأدلة
الدليل على أن المسافر لا جمعة له هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندما يسافر لا يصلي الجمعة.
كما روي عن الصحابة والتابعين أنهم كانوا يسمون في سفرهم ولا يجمعون، كما روي عن الحسن:
(أن عبد الرحمن بن سمرة ستى بكابل شتوة أو شتويتين، لا يجمع ويصلي ركعتين)، وأيضا: (أن انس بن مالك أقام بنيسابور سنة أو سنتين، فكان يصلي ركعتين ثم يسلم، ولا يجمع).
وأيضا عن إبراهيم قال: (كان أصحابنا يغزون ففيقققيمون السنة، أو نحو ذلك، يقصرون الصلاة، ولا يجمعون).
ويستدل من ذلك أنه لا يجب على المسافر أن يصلي الجمعة، لعدم وجود نص أصلي على وجوبها.
الاستدلال باستقراء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله
قال ابن المنذر: (ومما يحتج به في إسقاط الجمعة عن المسافر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مر به في أسفاره جمع لا محالة، فلم يبلغنا أنه جمع وهو مسافر، بل قد ثبت عنه أنه صلى الظهر بعرفة وكان يوم الجمعة، فدل ذلك من فعله أن لا جمعة على المسافر، لأنه المبين عن الله عز وجل معنى ما أراد بكتابه، فسقطت الجمعة عن المسافر عن المسافر وذلك استدلالا بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم.
وناقش رحمه الله ما روي عن السلف مما يخالف ذلك فقال: (لا جمعة على المسافر، واذا سمع المسافر أذان الجمعة وهو في بلد جمعة فليحضر معهم.
وقال أبو بكر لقوله (فليحضر معهم) من المحتمل أن يكون مستحبا، وإذا أراد غير ذلك فهذا قد يكون قولا شاذا مخالف لقول أهل العلم، وأيضا مخالف على ما دلت عليه السنة النبوية.
وفي نهاية هذا المقال نكون قد تحدثنا معكم اليوم على حكم صلاة الجمعة للمسافر، وتعرفنا على حكمها أنها غير واجب على المسافر أن يؤدي صلاة الجمعة، وذلك استدلالا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يفعله عندما يسافر، ونتمنى أن ينال هذا المقال على اعجابكم، دمتم في أمان الله.