ما حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة ؟
ما حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة ؟ . تختلف المذاهب الأربعة في حكم حلق اللحية، ففي المذهب الشافعي يعتبر حلق اللحية مكروهًا، بينما في المذهب الحنبلي.
يعتبر حلقها حرامًا ما لم يكن ذلك لضرورة، وفي المذهب الحنفي يعتبر حلق اللحية مستحبًا لكنه ليس واجبًا، وأما المذهب المالكي فهو يروج لترك اللحية كما هي دون حلقها، وسوف نتناول الأمر في التالي بتوسع أكبر، تابع القراءة.
حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة
يتساءل البعض عن رأي كل مذهب من المذاهب الأربعة في حكم حلق اللحية لأنه من الأمور المهمة التي تشغل الرجال، وسوف نتناول في التالي هذا الأمر بشكل مفصل، كل ما عليك هو متابعة المقال.
حكم حلق اللحية في المذهب المالكي
ينص المذهب على حُرمة هذا الأمر، مما يعني أنه يجب على الرجل الحفاظ على لحيته وعدم حلقها، إلا في حالات معينة.
ومن بين هذه الحالات هو عندما يكون اللحية طويلة بشكلٍ يخالف المُعتاد ويعتبر منظرًا قبيحًا، فإنه يجوز في هذه الحالة أن يأخذ الرجل من اللحية الزائدة لتحسين هيئتها وتجميل مظهره، ويعتبر هذا الأمر مندوبًا.
حكم حلق اللحية في المذهب الشافعي
يعتبر حلق اللحية في المذهب الشافعي من الأمور المكروهة، وهو أحد الخصائص التي يجب تجنبها والحرص على الابتعاد عنها، وقد أوضح الإمام النووي – رحمه الله – أن عشر خصائص من بينها حلق اللحية تعتبر مكروهة، وهذا خاص بالرجل.
وبالنسبة للمرأة، فإنه يستحب لها حلق شعر اللحية، وهذا يعد من الأمور المحببة لديها.
ويجدر الإشارة إلى أن إطلاق اللحية يحتمل تعارضاً بين بعض النصوص التي تأمر بإطلاقها وبين النصوص التي تدل على عدم الأخذ منها، وقد دل النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض الأحاديث على أنه كان يأخذ من لحيته طولاً وعرضاً،
وهذا يشير إلى أن إعفاء اللحية يعد من الأمور التي تستحب وتحمل حُكم الندب، وأما النصوص التي تدل على كراهية حلق اللحية فهي تُوضح بالإشارة إلى أن هذه الخاصية تعتبر من الأمور المكروهة في المذهب الشافعي.
حكم حلق اللحية في المذهب الحنفي
في المذهب الحنفي، يرى الحنفيّة بكراهة حلق اللحية ويعتبرونه محرّمًا، ويجب أن تكون اللحية بحجم قبضة اليد، ولا يجوز الاستيلاء عليها بأكملها أو جزء منها. ويستند الحنفية في رأيهم إلى السنة،
في ذلك الرأي، ومن هذا المنطلق، فإنه يُعتبر من الباطل حلاقة اللحية أو التلاعب بها بأي شكل من الأشكال، إلا إذا كان ذلك ضرورياً لأسباب صحية أو أخلاقية ويجوز في هذه الحالات اقتصار القص على الأجزاء الزائدة أو الغير مرغوب فيها لتحسين المظهر العام.
شاهد:ما هو حكم حلاقة الذقن ؟
حكم حلق اللحية في المذهب الحنبلي
يحظر المذهب الحنبلي حلق اللحية للرجل، ويجب عليه الإعفاء منها وعدم الأخذ منها إلا إذا كان طولها يتجاوز حجم قبضة اليد، كما يسمح المذهب الحنبلي بأخذ جزء من اللحية إذا كان طولها كبيراً ويؤدي إلى تشوه مظهر الشخص، ويعد هذا الإجراء مُندوباً لتحسين الهيئة الخارجية.
حكم حلق اللحية الأزهر
يبدو أن الأزهر الشريف يعتبر حلق اللحية أمراً محرماً وغير مقبولاً، وهو يجب على الرجال الحفاظ على لحيتهم بطولها الكافي وعدم تقليصها.
قد أشارت النصوص المذكورة إلى أن الحفاظ على اللحية جزء من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن حلق اللحية يعد تغييراً في صورة الإنسان الطبيعية ويخل بالتقاليد الشرعية والثقافية.
حكم حلق اللحية الشعراوي
يمكن القول إن الشيخ محمد متولي الشعراوي رأى أنه يجب على الإنسان أن يتبع أمر الله في حفظ اللحية، وأنه يجب التصديق بأمر الله قبل أي شيء آخر، وعدم الإقدام على معصية الله.
ومن هنا، فإن حلق اللحية لا ينبغي أن يكون بسبب عجز الإنسان عن تربيتها، بل يجب السعي لحفظها، وذلك لأن ترك اللحية يمثل تركاً لشعيرة دينية مهمة.
واستشهد الشيخ الشعراوي بقصة آدم وإبليس لإيضاح موقف الإنسان من أمر الله، فقد تبين أن آدم عليه السلام تصديق بأمر الله والإقرار بحكمه، وكذلك الاعتراف بأنه لم يستطع الالتزام به،
فيما عارض إبليس وعصى حكم الله ولم يتبعه. لذلك، يجب على المؤمن أن يحترم حكم الله وأن يحرص على تطبيقه في حياته اليومية، وأن يبحث عن الطرق الصحيحة للتعامل مع الأمور الدينية، بما في ذلك حفظ اللحية.
ومن الواضح أن الشيخ الشعراوي لم يؤيد حلق اللحية، وأكد على أنه يجب الحرص على حفظها، والسعي لتربيتها والالتزام بحكم الله في هذا الأمر. لذلك، يمكن القول بأن حلق اللحية غير مستحب إذا لم يكن هناك سبب ضروري ولا ينبغي تجاهل هذه الشعيرة الدينية المهمة.
وبذلك نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا عن حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة، بعد أن عرضنا للآراء المختلفة التي تناولت الأمر، ونتمنى ان يكون الطرح المعروض مفيد لكم.
