حكم المسح على الشراب الخفيف في الاسلام

حكم المسح على الشراب الخفيف.إن دين الإسلام دين يسر وما ترك الله أي مسألة إلا وكان الجواب عليها، والأصل في الوضوء غسل القدمين.
ولكن أجاز الله المسح على الجوارب تخفيفا للمسلمين خاصة في فصل الشتاء، ووضعت الكثير من الشروط فيما يخص مسألة المسح على الجوارب، ولكن ما حكم المسح على الشراب الخفيف هذا ما سوف نجيب عنه من خلال مقال اليوم.
حكم المسح على الشراب الخفيف
المسح على الجوارب يعد أمر محبب واستجابة لتيسير الله لنا وبحب الله أن تؤتى رخصه، لأن الله لا يشق على عباده في أي مسألة تخص الطاعة والعبادة، كل ما يهم هو إتباع الأحكام والشروط الواردة في أي مسألة وعدم مخالفتها،
وسوف نحدثك عن شروط المسح على الشراب ومن ثم نبين جواز أو عدم جواز المسح على الشراب الخفيف ولكن هذا بعد أن نبين أدلة المسح على الجوارب.
ما هو الشراب ؟
الشراب مصطلح حديث وهو كان يطلق على الجوارب وهو الذي يلبس في القدمين وهو يكون مصنوع من قماش أو صوف، ويرتديه الإنسان تحت النعل حماية للقدمين،
ويصعب نزعهما في فصل الشتاء أو في أماكن بعيدة عن المنزل، لذا جاء التيسير من الله في جواز المسح عليهما لأن الله يعلم بضعف الإنسان قال تعالى:”يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا” ووضع الله شروطا للمسح وأحكام لذلك.
أدلة جواز المسح على الجوارب
الجوري هو ما لبس تحت الحذاء وهو مصنوع من الصوف أو مصنوع من قماش ثقيل، ويوجد الكثير من الأدلة من حياة النبي على جواز المسح، نذكرها فيما يلي:
- عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه “أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين”
- روي عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال:”بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ما أصابهم من البرد فأمرهم أن يسمحوا على العصائب والتساخين”
- روي عبد الرزاق عن كعب بن عبد الله قال:”رأيت عليا توضأ فمسح على جوربيه ونعليه، ثم قام يصلي”
- وقد صح المسح عليه من تسعة من الصحابة، قال الإمام النووي:”وحكى بن المنذر إباحة المسح على الجوربين عن تسعة من الصحابة علي وابن مسعود وابن عمر وأنس وعمار بن ياسر وبلال، والبراء وأبي أمامة، وسهل بن سعد”
- روى عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه أنه قال:”رأيت البراء بن عازب يمسح على جوربيه ونعليه”
شروط المسح على الجوارب
قبل أن نبين حكم المسح على الشراب الخفيف يجب أولا أن تعرف شروط المسح على الجوارب، وهذه الشروط هي:
- أن يكون الشراب نظيفا طاهرا.
- أن يرتدي المسلم الجورب على طهارة أي بعد الوضوء.
- يجب أن يكون الشراب ثقيلا فلا يصف لون الجلد من تحته على هو أحمر أو أبيض.
- ألا يكون ممزقا بشدة.
- ساتر للقدم من ويغطي أصابع القدم وصولا إلى فوق الكعبين.
- ألا يتجاوز المدة المسموح بها للمسح وهي يوم وليلة للمقيم وثلاث أيام بلياليها للمسافر.
شاهد:هل السمسرة حرام ؟ حكم وسيط في البيع أو الشراء
طريقة المسح على الجوارب
بعد أن تعرفنا على شروط المسح على الشراب نذكر لك طريقة المسح الصحيحة، ويكون المسح على الجوارب بعد التأكد من نظافتهما من النجاسة.
وبعد أن يكون الشخص ارتداهما على وضوء وحتى إن أحدث بعدها فلا بأس ولكن المهم أن يكون للارتداء على طهارة، ويكون المسح عن طريق مرور باطن يديك المبللة بالماء على الجوارب من الأعلى دون الأسفل.
وهذا شرط أساسي، هذا فيما يخص الوضوء إنما الاغتسال من الجنابة يجب حينها نزع الجوارب.
حكم المسح على الجوارب الخفيفة
كما ذكرنا أن من شروط المسح على الجورب أن يكون الشراب ثخينا ولا يصف لون الجسم من تحته ولا يكون مسربا للماء ونحوه من الأشياء وعلى هذا فإن بعض الفقهاء لم يجيزوا المسح على الشراب الخفيف لأنه لم يتحقق فيه الشرط.
وذلك خشية من أن يكون تسرب نجاسة إلى القدمين، أما القول الآخر فأجاز المسح على الجورب الخفيف وذلك لأن الحكمة من المسح على الشراب هو التخفيف على المسلمين وعندها لا يهم إن كان ثخينا أو خفيفا، ولكن الراجح هو القول الأول والله أعلم.
حكم المسح على الشراب المقطوع
قد يتساءل البعض عن حكم المسح على الشراب المقطوع واختلف الآراء فيه، فبعض العلماء قالوا إذا كان القطع يسيرا بمقدار فتحة صغيرة مثل نصف عقلة فيجوز المسح عليه،
وإن كان الجورب مقطوع قطعا كبيرا لا يجوز حينها المسح عليه خشية من مس القدم بالنجاسة، البعض الآخر يرى أنه يجوز المسح عليه مطلقا والله أعلم.
هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا بعد أن تعرفنا على حكم المسح على الشراب الخفيف، وذكرنا لكم تعريف الجورب وتعرفنا على شروط المسح عليه كما ذكرنا لكم حكم المسح على الجورب الخفيف والمقطوع.