ما هو حكم التبرع بالدم في الاسلام ؟
ما هو حكم التبرع بالدم في الاسلام ؟ . التبرع بالدم من الأشياء التي انتشرت كثيرا مؤخرا، وقد يكون هناك حالات كثيرة من المرضى في خطر كبير وفي حاجة إلى التبرع بالدم،
وقد يتساءل البعض عن حكم التبرع بالدم في الإسلام، وهل حرم الله تعالى الدم سواء أكله أو التبرع به في قوله تعالى:” إنما حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير” هذا ما سوف نفصل الحديث عنه.
حكم التبرع بالدم
يجب العلم بأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع للمسلم ما فيه ضرر له وحتى أنه يسقط عن المسلم بعض الأمور التشريعية إذا وقع فيما يضطره إلى ذلك،
قال تعالى:”وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه” وسوف نتعرف على رأي الشرع في موضوع التبرع بالدم، وسوف نتحدث عن شروط التبرع بالدم، وفوائده.
رأي الشرع في التبرع بالدم
لم يترك الإسلام شيئا إلا وتحدث عن كل ما يخص حياة الإنسان، وقد بين الإسلام ما حرمه الله على العبد المسلم ويجب اتباع أوامر الله، وقد وضع الله التيسير في أمور كثيرة إذا اضطر المسلم لذلك، ومن المعروف أن الله حرم أكل الدم والميتة،
ولكن إذا اضطر المسلم لأكل الميتة كأن يكون تائه في مكان منقطع مثل الصحراء فيجوز حينها أكل ما يجده أمامه حتى يعيش،
وكذلك الأمر إذا كان الشخص مريض واحتاج إلى نقل دم فيجوز حينها أخذ دم من أحد الأشخاص ولكن يجب التأكد من عدم حدوث ضرر للمتبرع والشخص الذي يحتاج للدم، ويدخل ذلك في قوله تعالى:” فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم”
شروط التبرع بالدم بالنسبة للمريض
بعد أن تعرفنا على حكم التبرع بالدم، هناك بعض الشروط التي يجب أن يكون الشخص المريض الذي يحتاج إلى الدم معرفتها وهذه الشروط هي:
- أن يكون الشخص المريض في حاجة ماسة إلى نقل الدم إليه كأن يكون متعرضا لنزيف شديد.
- يكون المريض لديه مرض يحتاج إلى تجديد الدم باستمرار في جسده.
- يفضل أن يتم نقل الدم من متبرع مسلم أما إذا لم يجد فلا بأس إذا اضطر إلى نقل الدم من يهودي أو نصراني على أن يكون صحيح البدن خال من الأمراض.
- يجب أن يتم التأكد من صحة الدم الذي تبرع به الشخص لئلا يسبب له مخاطر كبيرة، فلا ضرر ولا ضرار.
شروط التبرع بالدم بالنسبة للمتبرع
لا بأس إذا قام الشخص بالتبرع بالدم للحالات الحرجة، وهناك الكثير من بنوك الدم الإسلامية التي تسمح للمتبرع بالتبرع ومن ثم وضع الدم في ثلاجات متخصصة لحين الحاجة إليه،
وهناك بعض الشروط:
- يجب أن يكون المتبرع واهب نيته لله في ذلك الأمر وألا يتقاضى أجرا جراء ذلك الفعل.
- أن يكون بصحة جيدة وألا يعاني من مرض ينتقل عن طريق الدم.
- لا يكون المتبرع لديه سخونة عالية في جسده وأن يكون ضغط دمه في المعدل الطبيعي.
- يجب أن يضع المتبرع في اعتباره ألا يسبب له التبرع مرض أو ضعف في جسده لئلا يؤثر على حياته.
- يجب أن يكون سنه لا يقل عن 18 سنة ولا يزيد عن 65 سنة.
شاهد:ما هو حكم النفخ في الطعام ؟
اهم فوائد التبرع بالدم
قد يعتقد البعض أن التبرع بالدم يسبب المشاكل الصحية ولكن على عكس الظن فإن له فوائد صحية عديدة ومن أهمها ما يلي:
- يعمل على تنشيط نخاع العظم المسئول عن إنتاج خلايا دم جديدة.
- يقلل التبرع بالدم من وجود نسبة الحديد بشكل كبير في الجسم، والذي تؤدي زيادته إلى حدوث مشاكل في القلب.
- أثبت الدراسات أن من يتبرع بالدم يكون بعيدا عن الإصابة بأمراض السرطان، وأمراض الدورة الدموية.
- يقلل التبرع بالدم من خطر الإصابة بمرض انسداد الشرايين.
- التبرع بالدم يساعد في تجديد كرات الدم الحمراء والبيضاء الموجودة في الجسم.
حكم أخذ المال مقابل التبرع بالدم
إن الله حرم بيع الشيء الذي لا يسمح بأكله، فإن الله قد حرم أكل الدم لذا فلا يجوز المتاجرة به قال صلى الله عليه وسلم:” إن الله عز وجل إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه” ولأن جسم الإنسان كله ملك لله تعالى.
فلا يجوز للشخص أن يتاجر بأي جزء فيه، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن بيع الدم، وقد ورد حديث عن أبي حنيفة أنه قال:” إن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم” ولا يوجد حرج إذا اضطر المريض إلى شراء الدم لإنقاذ نفسه .
ويكون الذنب في ذلك الوقت على البائع وليس المشتري، أما من باع دمه من قبل فعليه أن يستغرق ربه ويعوض النقود التي أخذها ويتبرع بها للمحتاجين.
هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا بعد أن تعرفنا على حكم التبرع بالدم وذكرنا لكم أهم التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع، وذكرنا شروط التبرع بالدم بالنسبة للمريض أو الشخص المتبرع، كما تعرفنا على رأي الشرع في أخذ تعويض مقابل التبرع بالدم.
