حكم تشبه الرجال بالنساء
يعد تشبه الرجال بالنساء من أكبر الذنوب التي يمكن أن يرتكبها أي شخص في حق ذاته وفي حق الله، فقد أخبرنا الله جل وعلا في محكم التنزيل أن الإنسان قد خلق في أحسن تقويم وفي أحسن صورة.
ومحاولة التغيير في خلق الله والتشبه بالجنس الآخر من الأمور التي فيها معصية كبيرة له جل وعلا، وقد خلق الله الذكر والأنثى لكي يكون فيما بينهما تكامل لا تشابه وذلك من أجل إعمار الكون.
تشبه الرجال بالنساء
حكم تشبه الرجال بالنساء في الدين السلامي هو الحرمانية التامة، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الرجال والنساء كل جنس له صفاته وله خصائصه التي ميزه الله جل وعلا بها، ومن خلال ما يلي نذكر حكم التشبه بشكل تفصيلي:
- تشبه الرجل بالمرأة والعكس من الأمور التي قد أنكرتها الشريعة الإسلامية السمحاء، وهي من الأمور التي تعد من الكبائر، ويعد التشبه من الأمور التي تنافي الفطرة، كما أنها مفسدة من المفاسد في الدين والدنيا.
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: لعَن رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- المُتَشَبِّهينَ من الرّجالِ بالنّساءِ، والمُتَشَبِّهاتِ من النّساءِ بالرّجالِ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- التشبه من الأمور المذمومة والمحرمة تحريمًا قطعه في شريعتنا الإسلامية.
ضوابط تخص تشبه الرجال بالنساء
التشبه مضبوطًا بعدد من الضوابط وهي:
- أن يكون قد صدر من الشخص وهو يقصد ذلك.
- يكون التشبه اختيار للشخص المتشبه.
- لا يكون الشخص المتشبه قد تم إكراهه على هذا الفعل المرتكب.
- يكون التشبه فيما يمتاز به النوع والجنس الآخر، أو يكون التشبه متعلق بالعادات والصفات للجنس الآخر، أو يكون حكم التخصص في الأمر محسوب على الجنس الآخر وهو في تلك الحالة النساء.
مجالات تشبه الرجال بالنساء
ذكر العدد من فقهاء الدين الإسلامي صور عديدة ومختلفة يظهر فيها تشبه الرجال بالنساء ولكن من أكثرها ظهورًا التشبه بالأعمال الظاهرة، ومن بين تلك الصور التي يتشبه فيها الرجال بالنساء ما يلي:
- التغيير بطريقة الحديث وأسلوب الكلام من بين الأمور التي قد يتشبه فيها الرجال بالنساء، وترقيق الكلام صورة من صور التشبه التي حددتها الكتب الفقهية.
- فعل كل الأفعال التي قد لا تقوم به إلا السيدات مثل عاداتهن في المناسبات والأعراس مثلًا كالزغاريد فهذا الفعل فيه كراهة بالنسبة للرجال.
- التشبه في الشكل والمظهر الخارجي والزي أمر مرفوض أيضًا، وهو صورة من الصور التي يظهر فيها التشبه.
- كذلك تقليد الإيماءات والحركات من بين صور التشبه.
كيف يعالج تشبه الرجال بالنساء ؟
في حال ظهرت تلك المشكلة فلا بد من التعامل معها ومحاولة الحد من انتشارها، وهنا توجد عدة أدوار أهمها دور الأسرة، فينبغي أن تقوم الأسرة بتوعية بأبنائها بخطورة ومعنى وحرمانية تشبه الرجال بالنساء يذكر أيضًا أن الأدوار موزعة أيضًا على المجتمع ورجال الدين، وهذا حتى يتم القضاء على تلك الظاهرة المذمومة.
- من بين الأمور المهمة التي ينبغي أن يحرص المجتمع والأسرة والفرد عليه هي علاج تلك المشكلة من المنبت أي من الأساس عن طريق إحسان النشأة والتربية.
- يجب أن تربي الأسر أبناءها على الالتزام بكل مبادئ وأخلاقيات الشريعة الإسلامية، وتقويم السلوك وتعديله بالنسبة لكل الجنسين.
- ينبغي أن يتم غرس الروح التي يكون فيها الاعتزاز بالرجولة وقوامتها.
- لا بد وأن نوضح للشباب قدوة مميزة، وربطهم بتلك القدوة وخير قدوة للشباب المسلم هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين، ثم الأئمة والصالحين.
- يحب تقوية التوعية بالدين الإسلامي وأحكامه وشرائعه، والعمل على تصحيح مختلف الأفكار التي قد لا تكون واضحة لدى الشباب.
- لا بد من شحذ كل الهمم إلى ما فيه الحق والخير والصواب ومحاولة دعم الشباب لتأسيس حياتهم وبنائها بشكل صحيح.
- تعزيز ثقة الشباب في أنفسهم، مع ضرورة الاهتمام بالجوانب التربوية والتي يجب الاهتمام بها عن طريق الأسرة والمدرسة.
- لكي نتخلص من ظاهرة تشبه الرجال بالنساء فلا بد وأن تهتم الدولة عن طريق أجهزتها الإعلامية الرسمية.
- من المهم أن تقوم الدولة عبر وسائل الإعلام بعملية تثقيف وتوعية الشباب بخطورة هذا الفعل ومحاولة تجريمه حتى تكون هناك عقوبة رادعة لكل من تسول له نفسه ارتكاب هذا الفعل الدنيء المحرم الذي يمثل مفسدة كبيرة للمجتمع.
- يجب أن تتوفر كل السبل من أجل الرعاية الصحية وكذلك التأهيل الاجتماعي للمنحرفين من الناحية السلوكية والمتشبهين بالنساء، وتلك المرحلة تأتي بعد العلاج من كل مظاهر التشبه، ثم إعادة التأهيل المجتمعي لهم.
تشبه الرجال بالنساء من الأمور التي ذمها الدين الإسلامي الحنيف، كما حرم الله تعالى أن يكون المسلم من المتشبهين بالنساء والعكس أيضًا فقد حرم الله جل وعلا تشبه النساء بالرجال أيضًا.
لذا فقد خص الله كل جنس بخصائصه وسماته التي تتكامل مع خصائص وصفات الجنس الآخر، وذلك حتى تستقيم الحياة من أجل الاستمرارية في إعمار الكون.
