قصص وروايات
ألاء القلب – قصة حوارية – اسكريبت

ألاء القلب
قصة حوارية (عامية )
اسكريبت
بقلم/ أمنية ممدوح
نَص القصة
-اتنين يا سطا لو سمحت.
” كانت تَجلس في العربة أو ما يُسمي بالـ” ميكروباص”بجانب صديقتها وتحمل كتابًا وتَصبُ جَم اهتمامها به، فسَمعت صوت شاب بجانبها وهو يدفع أُجرة السيارة ومن ثم وجه لها الحديث قائلًا :
– متدفعيش أنا دفعتلك.
= نظرت له باستغراب : أفندم!
– خليهم تلاته ياسطا.
=……!!!!!
– أنتِ وصاحبتك.
= غضبت وأجابته وهي تضغط على أسنانها بعصبية : وأنتَ تدفعلنا بصفتك أيه مش فاهمة
– احم، خلاص يا سطا خليهم واحد.
ما تثبت يا أستاذ علي حاجة! ، واحد ولا اتنين ولا تلاتة.
“نظرَ لها ومن ثم نَظر إلى السائق وقال : واحد يا سطا.
” أعادت نظرها إلى كتابها وهي غاضبة من مقاطعة ذلك الدخيل لها وتمتمت في سرها قائلة: لولا إني مينفعش أتكلم مع شاب كُنت مسحت بكرامته العربية والعربيات المجاورة “
– احم أنا اسمي يزن، عندي 25 سنة، مهندس عندي شركة صغيرة على قدي.
” أخرج من جيب سُترته البطاقة الشخصية له وجواز سفره والقليل من الأوراق المهمة والتي تُثبت صدق كلامه وقال”
لو مش مصدقاني اتفضلي شوفي.
” شَعرت فتاتُنا بالتوتر، فهذه أول مرة تواجه مثل هذا الموقف، نظرت بجانبها إلى صديقتها فوجدتها تُجاهد في كَبح ضحكتها وهزت كتفها، فأعادت فتاتنا عينيها إلى الكتاب مرة أُخري وكأنها لم تَسمع شيئًا “
– عندي أخت في سنك و …
= على جنب لو سمحت.
” جذبت صديقتها من يدها وخرجت من العربة، كانت تَشعر بأنها تنصهر، فنظرت إلى صديقتها وجدتها غارقة في الضحك فأشارت إلى سيارة لتنقلهم إلى بيتهم واتجهت إلى بيتها واتجهت صديقتها إلى بيتها أيضًا حيث أنهما تَسكنان في نفس العمارة “
= السلام علیکم ورحمة الله وبركاته.
ماما: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أيه يا الاء مش متعودة على هدوئك دا، دا أنتِ لما بتيجي بتسمعي الجيران صوت الخبط.
= ها عادي يا ماما.
الأم: أنتِ كويسة يا حبيبتي؟
= ا ااه يا ماما الحمد لله.
الأم: طب ادخلي غيري هدومك وصَلي وتعالي علشان تتغدي.
= لأ مليش نفس أنا هنام شوية.
الأم: علىٰ راحتك يا بنتي.
“اتجهت إلى غُرفتهت وأبدلت ثيابها وأدت فرضها واتجهت إلى سريرها وما حدث لها لَم يغب عن بالها وفجأة وجدت نفسها تضحك بطريقة هستيرية “
= الاء” بضحك” : مش قادرة ياربي.
خلاص يا الاء بطلي ضحك “توقفت قليلًا عن الضَحك ومن ثم عادت إليه مرة آخرى ” لا مش قادرة.
دا ما شاء الله طلع أهبل لا وكمان عبيط.
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، اتخمدي يا الاء اتخمدي.
● المحاضرة كانت مُملة.
= جدًا ،الحمد لله إنها خلصت.
● الحمد لله.
طيب بما إن النهاردة آخر الأسبوع فـ يلا بقى اعزميني علىٰ الأكل أحسن أختِك جعانة وهفتانة ومفطرِتش غير مرتين.
= مرتين وجعانة.!
الله يكون في عونك يا مروان يا ولدي، دا أنتَ هتتجوز طفسة.
● ضربتها بخفة علىٰ كتفها : هو عاجبه أطلعي منها أنتِ .
= ضحكت وغمزت لها قائلة: ما لازم يكون عاجبة.
● الاء!
= خلاص خلاص يلا قدامي يا طفسة هانم.
“خرجت الاء ومعها صديقتها أية من الجامعة واتجهتا إلى المطعم لتتناولا الطعام وفجأة تناهى إلى مسامعهما صوت شخص يُنادي”
– لحظة يا أنسة من فضلك!
● الاء الحقي دا نفس الشخص بتاع العربية بينادي عليكِ.
= جذبتها من يديها وقالت: سيبك ويلا نمشي.
– يا أنسة لحظة واحدة من فضلك.
” أسرع في خطواته واعترض طريقهما، فتوترت صديقتنا وفقدت أعصابها فكيف يسمح لنفسه أن يوقف فتاة في الطريق وينادي عليها”
= تحدثت بعصبية وعينيها في الأرض: ما تحترم نفسك يا أستاذ أنتَ، ازاي تسمح لنفسك إنك توقَف بنت في الشارع!
– الشاب بتوتر: أنا أنا أسف جدًا والله بس أنا أنا ..
” كان يبدو علىٰ صوته التوتر، ولكنها لَم تُلقي له بالًا “
= هو حضرتك علقت، لو سمحت خلصني مينفعش وقفتنا دي.
– حـ حـاضر اهدي شوية أنا متوتر لوحدي أصلًا .
“نظرت له باستغراب، أهو مجنون؟ كانت سَترحل ولكن أوقفها مرةً أُخرى”
– أنا أسف مش قصدي أكلمك كدا بس، احم أنا بس عايز اقول إن لو ممكن تتجوزيني؟
“تجمدت من الصدمة ونظرت إلى أية صديقتها، فكيف له أن يَطلب مثل هذا في وجهها هكذا، وبصيغةٍ غريبة فهي شعرت وكأنه يقول لها” هل من الممكن أن نتعشى سويًا”، كانت سنتحدث ولكن قاطعها قائلًا:
– قـ قـ قصدي يعني إني عايز اتجوزك!
= أفندم!
– يووه بقولك أيه اديني رقم والدك ارجوكِ.
” نظرت له ومن ثم رحلت، لثاني مرة تتعرض لموقف مثل هذا من نفس الشخص، نظرت بجانبها فوجدت صديقتها تكاد تنفجر من الضحك “
= تحدثت بعصبية : ما تسكتي بقى يا بت أنتِ بدل ما أسقف بأيدي على وشك.
● أسفة والله بس غصب عني.
“نظرت لها بغضب ورحلت”
● على فكري حرام عليكِ.
= حرام عليا ليه إن شاء الله؟
● الولد كان قصده خير، بس هو تلاقيه يا عيني محرج شويتين تلاتة.
= أية مسمعش صوتك لحد ما نوصل آمين؟
● أية وهي تكتم ضحكتها : آمين.
” أخذ يلوم نفسه على هذا الموقف الغبي قائلًا :غبي غبي غبي، أيه اللي أنا قولته دا، دا أنا لبخت في الكلام جامد أوي ، شكلها قالت عليا”أيه المجنون دا “لا هي مش شكلها هي أكيد قالت كدا ما هو مَفيش حد عاقل يروح يقول” لو ممكن تتجوزيني “، دا أنا لو بطلب شاورما هتكلم أحسن من كدا، دا أنا عبيط بجد والله، بس غصب عني والله مجرد ما قربت منها حسيت إني نسيت كل الكلام اللي جهزته علشان اقوله، دا أنا بدرب على الموقف دا من بدري ومجرد ما شُفتها الكلام طار، روحت بينتلها إني عبيط وجيت”
تنهد بحزن وركب سيارته وعاد إلى منزله”
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
~ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أيه يا بني اتأخرت ليه؟
– معـ ….
~ مش مهم، المهم عملت أيه ها؟
– روحـ ….
~ أخدت رقم باباها ها؟
– لـ …
~ أكيد أخدت منه ميعاد، ها هنروح امتي بقى؟
– استـ ….
~ رد يا بني ساكت ليه؟
– …..
~ يا بنـ ….
– افصلي يا بنتي مش كدا، أنا من لما دخلت وأنتِ رغي رغي رغي افصلي..
~ بتزعق فيا يا يزن يا خويا!
بتزعق في أختك حبيبتك، مكنش العَشم ياخويا مكنش العشم، هي دي الوصية اللي أبوك سبهالك.
– يا بنتي افصلي أبوس إيدك ارحميني، افصلي شويه أخد نفسي.
~ الله يا يزن هو أنا مسكتك ما تاخد نفسك هو أنا يعني شفطت الأكسجين علشان متقدرش تتنفس.
– اللهم الصبر، تقدري تسكتي شوية أبوس ركبك يا شيخة أنا دماغي بتزن.
~ سكت أهو !
“اتجه إلى الكنبة ليجلس عليها ويرتاح مما حدث قليلًا فهو وضع نفسه في موقف لا يُحسد، فتأتي هذه الثرثارة وتُكمل عليه”
~ ها يا يزن قول بقى الفضول هيموتني!
“نظر لها باشمئزاز؛ لأنها صاحبة هذه الأفكار الغبية”
~ أيه يا برو بتبصلي ليه كدا!
أكيد الخطة دي نجحت صح أنا واثقة إنها نجحت دي خططي فلازم تنجح.
– دا أنتِ خططك مهببة على دماغك.
~ وليه الغلط دا طيب.
” قص عليها ما حدث وما تفوه به، وغرقت بعدها في نوبة ضَحك”
~ مش قادرة لا.
– أماني!
~ أنتَ رايح تاخد رقم أبوها ولا رايح تحرج نفسك وتيجي.
– أماني.
~ أكيد كنت شبه الكتكوت المبلول.
– اقسم بربي كلمه زيادة وهتتحرمي من الكرتون أسبوع .
“وضعت يدها على فمها وكتمت ضحكتها وأشارت له أنها لن تضحك “
~ خلاص بجد والله، طيب هتعمل أيه دلوقتي.
– تنهد وقال : مش عارف.
~ بتحبها!
– نظر لها وقال : هو أنا يعني لو مش بحبها كنت عملت كُل دا وخليت نفسي عبيط.
~ ابتسمت وقالت : خلي عندك ثقة في الله وربنا هيجبر قلبك ويريحه يا حبيبي صدقني.
“ضمها إلى صدره فهي ليست أخته فقط بل أمه وصديقته وحبيبته وما تبقى من عائلته”
” كانت تجلس جميلتنا ليلًا في غُرفتها وأطفأت الأنوار واضاءت” الأباجورة ” التي بجانب المكتب وتحمل في يدها كوب من السحلب وتُمسك كتاب وبجانبها فيروز تُدندن وتقول:
” يا مِرسال المراسيل عالضيعة القريبي خدلي بدربك هالمنديل وأعطيه لحبيبي، عالداير طرزتو شوي إيدي والأسوارة، حيكتلو أسمو عليه بخيطان السنارة بخيطان الزرق وحمر وغناني الصبيان السمر “
“شردت قليلًا مع ما حدث لها من مواقف غريبة مع هذا الكائن العجيب ووجدت نفسها تبتسم، هي لا تُنكر أنها دائمًا ما تتمنى أن يحدث لها شيئًا غريبًا وفريدًا وليس شيئًا عاديًا، تركت الكتاب وأطفأت الضوء واغلقت الراديو الصغير بجانبها ووضعت رأسها على الوسادة وهي ما زالت مُبتسمة وقلبها الصغير يَنبض بسرعة عجيبة وضعت يدها على قلبها ومسَدت عليه وقالت:
= اهدأ يا مهزأ أنتَ ، مش هتدق لأي حد يا أهبل .
“ونامت”
: يا الاء، يا للول.
= ايوة يا حجوج.
الأب “بإستغراب” : حجوج!
= بدلعك يا برو.
الأب : برو!
= يوه هو أنتَ مش عاجبك حاجة يعني.
الأب: تعالي يا لمضة.
= قلبها من جوا.
الأب : بصي أنتِ عارفة طبعًا أنا بحبك ازاي و…
= ادخل في الموضوع على طول يا حاج.
الأب “بضحك” : اه ياللي قَفشني.
= عيب عليك دا أنا تربيتك.
الأب: طيب يا ستي بصي بقى في عريس متقدملك وبصراحة الشاب شكلة ابن ناس أوي وطبعًا سألت عليه و الكل بيشكر فيه.
= اممممم يعني عايزني اقابله صح!
الأب: ما شاء الله عليكِ بتفهميها وهي طايرة.
= ضحكت وقالت : ما قولتلك تربيتك يا حاج.
الأب: طب أيه موافقة تقابليه؟
= اللي تشوفه يا حبيبي.
الأب: ربنا يباركلك يا حبيبتي واشوفك أجمل عروسة إن شاء الله.
= ضمته وقبلت يديه ورأسه: اللهم امين يا حبيبي.
ربنا يحفظك لينا يارب.
= ها يا أية حلو !
● يا بنتي حرام عليكِ دا عاشر مرة تسأليني واقولك والله حلو، والله قمر.
= متزوقيش كدا.
● الاء!
= اممم
*تتوقعي مين العريس !
شاهد:قصة المخلوق العجيب
= وأنا أيه اللي هيعرفني يا ذكية هانم ، بس بابا قال إنه باشمهندس واسمه…، واسمه.
تصدقي نسيت اسأله.
● امممممم طيب.
الأب: يلا يا حبيبتي جاهزة.
= الاء “بتوتر” : أيوة .
” خرجَت ولم يَكن هناك أحدٌ غيره، فجلست في المقابل له، وتحدث والدها قليلًا معاه ثم قال:
طب نسيبكم لوحدكم شوية!
=الاء في سرها:” الله حلو أوي الكوتش دا، أنا لازم اسأله جايبة منين “
– احم هشتريلك واحد إن شاء الله.
= ها مش فاهمة!
– الكوتش، أكيد عجبك فهبقي اشتريلك واحد.
– مش عايزة تشوفي أنا مين؟
” رفعت وجهها لترَ مَن تعيس الحظ هذا”
= أنتَ !
– مفاجأة مش كدا.
احم أنا عرفتك بنفسي قبل كدا.
فها أيه رأيك موافقة!
= هو سلق بيض حضرتك، اكيد في أسألة يعني.
– بعد كتب الكتاب إن شاء الله اسألي اللي أنتِ عايزاه.
” إنه حقًا مجنون “
= كتب كتاب!
أنا وافقت؟ هل أنا وافقت؟
– معندناش بنات بناخد رأيها.
= تمام، وأنا مش موافقة.
……..
” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”.
” حسنًا هي لا تعلم ماذا حدث فقط كل ما تتذكره كلمة” موافقة ” التي خرجت منها عندما سألها الشيخ، ولم تَشعر بأي شئ سوا بذاك الكائن العجيب وهو يقف أمامها بثيابه الجميلة و بإبتسامته اللطيفة التي أذابت قلبها وعينيه الساحرة، تمتمت بداخلها قائلة: ياخي يخربيت حلاوتك، استغفر الله العظيم.
– كنتِ بتقولي عندك أسألة باين.
= ها أنا خالص!
” ابتسم وياليته لَم يبتسم “
– طيب يا ستي أنا هجاوبك على كل حاجة في دماغك.
اعرفك من سنة، سنة كاملة بشوفك قدامي، اول مرة شوفتك فيها كنتِ بتاكلي آيس كريم” ضَحك وأكمل ” كنتِ بتلحسيها بلسانك وقتها حسيت بوغزة، أكيد عارفة الوغزة طبعًا، كنتِ دايمًا بتروحي المكتبة اللي جمب الشركة وبتشتري منها كتب،
الحقيقة مسكتش غير لما جرجرت الراجل صاحب المكتبة وقالي على اسمك وعلى كل اللي يعرفه، الحقيقة مش عارف أيه اللى شدني فيكِ، يمكن طفولتِك أو إبتسامتِك أو هدوئِك، أو كُلك علىٰ بعضِك، فضلت سنة اراقب كل تصرُفاتك وحركاتِك كنت بحفظها في قلبي، وبعدين قررت إني لازم أخد خطوة
وقتها حكيت لأختي وهي اللي قالتلي اركب معاكِ عربية المواصلات وأعمل كدا، ولما فشلت الخطة دي عملت خطة تاني وهي إني اوقفك علشان اخد رقم والدِك وكانت عماله تحفظني في الكلام اللي هقوله، معرفش لما شُفتِك نسيت كُل حاجة حفظتها ولبخت في الكلام” وضع يده يدلك رقبته وأكمل” وبصراحة شكلي طلع أهبل اوي يعني.
“ضحك قلبها قبل وجهها وأدمعت عيناها من الفرحه فنظر لها بحنان وقال : بس كله يهون علشان خاطر عيونك.
” تضجرت وجنتاها بالحُمره ونظرت في الأرض “
– أنا بحبك يا الاء القلب.
” ضمها إلى قلبه وكانت تشعر بالأمان للمره الثانية بداخله بعد آمان والدها وقال: اوعدك إنك مش هتندمي على ارتباطك بيا.
” كان لديه كُل الحق، فهي لَم تندم قط على ارتباطها به، كان أجمل شئ في حياتها هو ذاك الرباط الذي يجمع قلبيهما
لَم تَخلو الحياة من المشاكل ولكن كان يعلم كَيف يُخرحها من حزنها وكيف يُعيد البسمة على وجهها، لَم يَترُكها ولو لمرةٍ واحدة تُغمض عينيها وهي حزينة، كان دائمًا ما يعتذر لها حتى و إن كانت هي المُخطئة، دائمًا ما يقول لها” يعز عليا إني أسيبك زعلانة، أسف يا الاء القلب والروح”، فكان يُعاملها برفق ويتبع مقوله الرسول – صلى الله علیه وسلم – “رفقًا بالقوارير”
فهي تحمد الله دائمًا على وجوده في حياته.
– لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي
وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه
وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
= يا سيدي يا سيدي.. هتعود على كدا أنا.
– براحتك يا الاء القلب.
= قولي بقى خلصت شغل؟
– ايوة لسة مخلص حالًا.
= طيب لما توصل ابقى طمني.
– من عيوني.
= تسلم عيونك.
– الاء!
= نعم!
– أنا بحبك.. خليكِ دايمًا فرحانة علشان خاطري..في رعاية الله وحفظه .
= “أغلق الخط! لَم يستمع إليها، لا تعرف لماذا شعرت بإنقباض في قلبها، حاولت تهدئة نفسها وهي تُمسد على قلبها قائلة:” اهدى هو بخير وهيبقى بخير إن شاء الله، استودعه الله الذي لا تضيع ودائعه “
” مرت أكثر من ساعتين وهو لَم يتصل بها كعادته، فقدت اعصابها ولم تستطع التحمل وفجأة رن هاتفها وكان هو، فأجابت بلهفة”
= حرام عليك يا يزن خضتني.
° عفوًا يا مدام صاحب التليفون دا عمَل حدثة..
الو الو حضرتِك سمعاني.
” لَم تَشعر بشئ سوى بسحابة سودا تسحبها “
= يزن!!!
الأب: اهدي يا بنتي اهدي يا حبيبتي.
= أنا فين؟
الأب: أنتِ في المستشفى اغمى عليكِ وجبناكِ هنا.
= امتلئت عيناها بالدموع حينما تذكرت ما حدث ونظرت إلى والدها وقالت بصعوبة: بابا يزن فين، هو كويس طمني بالله عليك، هو فعلًا عمل حدثة ولا اللي كلمني كان بيضحك عليا.
بابا ساكت ليه رد عليا، ردي إنتِ ياماما يزن كويس مش كدا”نظرت لأية صديقتها” طيب قوليلي يا أية بالله هو كويس طيب حصل حاجة..
“لم يصدر أي صوت فقط الهدوء يَعم المكان وعلامات الآسى مُرتسمة على وجوههم، لم تتحمل فصرخت قائلة: ما تردوا عليا حرام عليكم أنا اعصابي باظت كفاية.
“ضمتها والدتها إلى صدرها وحاولت تهدئتها: اهدي يا حبيبتي اهدي.
” ابتعدت عنها وتحركت مبتعدة عن السرير “
= بما إن محدش فيكم عايز يقولي حاجة أنا هروح اشوفه بنفسي.
الأب: يزن مات.
” تجمدت، كيف حدث هذا؟ هو حدثها مِنذ أكثر من ساعتين وأخبرها أنه يُحبها فماذا يقول الآن؟”
= بابا مش وقت هزار بالله عليك.
الأب: وأنتِ شايفة إني بهزر!
= بابا لو سمحت….
الأب “بزعيق”: بقولك مات مات.
أية: الاء.
الأم:بنتي.
” استيقظت في اليوم التالي ولَم تَكف عيناها عن ذرف الدموع ولَم تأكل منذُ يومين “
أية: الاء بالله عليكِ اعملي أي حاجة اصرخي ، كسرى، بس متسكتيش كدا.
=…….
الأم: طب كُلي أي حاجة أنتِ اديلك يومين مدوقتيش الأكل.
=……
الأم:يابنتي متوجعيش قلبي عليكِ.
” طرقٌ على الباب! فسمحت والدتها للزائر بالدخول والتي لَم تَكن سوى أماني أخت حبيبها “
الأم:تعالي يا بنتي، عاملة أيه؟
أماني: الحمد لله يا خالة
“نظرت إلى الاء وهي حزينة على حالها “
أماني : ممكن اتكلم معاها شوية لوحدنا!
أية: اكيد، يلا يا خالتو نخرج.
الأم: حاولي معاها يا بنتي ارجوك.
أماني: حاضر.
………
أماني: كان بيحبك اوي على فكري!
=…….
أماني: كنتِ دايمًا على لسانه، الاء القلب راحت والاء القلب عملت..” ضحكت وسَط دموعها واكملت” دا أنا كنت بدأت أغير منِك.
=” نظرت لها بدموع ولم تستطع الثبات أكثر من هذا، فضمتها وأخرجت ما بداخلها بالبكاء”
= مشي وسابني يا أماني، هونت عليه! أنا كنت عايزة اقوله إني بحبه أوي والله.
أماني بدموع: كان عارف والله إنك بتحبيه، حتى لو مقولتيهاش بلسانك كنتِ بتقوليها بقلبك.
= يارب.
أماني : مش مبسوط على فكرى وهو شايفك كدا، فأرجوكِ متعمليش في نفسِك كدا، لله ما أخذ ولله ما أعطى ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا إليه وإنا إليه راجعون.
= إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها.
” ابعدتها قليلًا وأخرجت صندوق بداخل حقيبتها وقالت وهي تمسح دموعها : تقريبًا كان حاسس فسابلك الصندوق دا. أنا همشي وأنتِ ابقى شوفيه.
= ابقى خليني اشوفك دايمًا.
أماني: أكيد دا أنتِ الغالية على قلب الغالي.
” رحلت اماني وفتحت الاء الصندوق فوجدت الكثير من الصور لها ولحبيب قلبها وعلى ظهر كُل صورة كُتب الوقت الذي أُخذت فيه، هناك العديد من الصور، وهي حزينة وتضُم شفتيها كالأطفال وأخرى وهي تأكل الآيس كريم وتُلطخ وجهها وآخرى وهو يَنظُر إليها بحب وهي خجله، العديد من الصور، وكان هناك ظَرف، فألتقطته وفتحته وقرأت ما به “
– الاء القلب والروح..
تعرفي إني بحب اناديكِ دايمًا بالاء القلب، لأن قلبي كان مستحيل يحب غيرك لأنِك قدري، الجواب دا وأنتِ بتقرأيه، أما أكون جمبك وبقرأه معاكِ في بيتنا الدافي، أو تكوني بتقرأيه لوحدك وأنا مش موجود في العالم، بغض النظر بقى مش هنقلبها نكد يعني، بصي يا ستي أنا اكيد قولتلك إن أنا بحبك قد أيه صح، قولت؟
عادي هقول تاني لأني قلبي عمره ما هيبطل يحبك حتى لما أموت، أنتِ دخلتي على حياتي وملتيها، حسستني بدفا فقدته من زمان، معايا على المره قبل الحلوة، أنا مُمتن لأبعد الحدود للصدفة الجميلة اللي خلتني شُفتك ومُمتن للراجل بتاع المكتبة والله علشان فتح مكتبة هناك “ضحكت واكملت قراءة” عايز أقولك لو الرسالة دي بتقرأييها وأنا جمبك، فقومي أعمليلنا كيكة بالشوكولاته وكوبايتين كاكاو وتعالي نقعد في البلكونه وأسمع حكاويكِ الحلوة اللي مبتخلصش، ولو بتقرأيها بعد موتى فبالله مش عايزك تعيطي، لأني في مكان احسن بكتير من هنا والله، أنا عايزك بس دايمًا تدعيلي وتفتكريني، اوعي تنسيني يا الاء..
أنا عايز اقولك إنك احسن حاجة دخلت حياتي.
بحبك يا الاء القلب.
= ضمت الرسالة إلى قلبها وهي تبكي بإنهيار : والاء بتحبك يا عيونها.
” رغمَ غيابِكَ ما زلتَ عالقًا بقلبي . 🖤! “